كما سمعتَ في بحثِ ابنِ القيِّمِ الَّذي أطالَ فيه، وذكرَ هيئاتٍ كثيرةً، وأنَّه كما جاءَ عن أنسٍ أنَّه كانَ يعني يقعدُ على الطَّعام مُقعيًا، وثبتَ أنَّه يقولُ: (لا آكلُ مُتَّكِئًا) وابنُ القيِّمِ فسَّرَها بالاتِّكاءِ الَّذي فيه ميلانٌ كثيرٌ، أمَّا مجرَّدُ الاتِّكاءِ كما يتَّكِئُ الإنسانُ بيدِه على .. وإلَّا كذا، فكأنَّ ابنَ القيِّمِ في تحليلاتِهِ يرى أنَّ الاتِّكاءَ المكروهَ الَّذي فيه انجعافٌ على الجنبِ، وأنَّ هذا يعوقُ ازدراد الطَّعامِ وابتلاعَه وجريانَه في المريءِ وفي تحوُّلِه إلى المعدةِ، وابنُ القيِّمِ يؤكِّدُ أنَّ أحسنَ الجلساتِ أنْ يكونَ الإنسانُ منتصبًا معتدلًا في جلستِهِ .