توجيهُهُ: أنَّه تعالى بنفسِهِ فوقَ كلِّ شيءٍ، وهو بنفسِهِ معَ عبادِه، بنفسِهِ هو نفسُهُ، وليسَ المعنى أنَّه حالٌّ في المخلوقات وأنَّ شيئًا من المخلوقاتِ تحيطُ به وأنَّه تعالى يكونُ تحتَ السَّماءِ أو تحت السُّقُفِ، سبحانَه وتعالى، وفسَّرَ العلماءُ المعيَّةَ بمعيَّةِ العلمِ فهو معَ كلِّ شيءٍ بعلمِه، ونقولُ: وسمعِه أيضًا وبصره؛ لأنَّ سمعَه محيطٌ بأصواتِ العبادِ وبصرَه نافذٌ لهم، كلمة: "بذاتِه" تُوهِمُ أنَّه -تعالى- نفسهُ حالٌّ في المخلوقاتِ وهذا غيرُ مقصودٍ لابنِ القيِّمِ قطعًا، لأنَّه معلومٌ من كلامِه إبطالُ الحلولِ، ابنُ القيِّم يردُّ على أهلِ الحلولِ فكيف نقولُ إنَّه يدَّعيه أو يقولُ به؟!