حكم عبارة لو أن الأشجار أقلاما والبحر حبرا لجف الحبر قبل أن أوفي حقك

السؤال :

ما حكمُ هذا القولِ إذا أُطلِقَ على الخالقِ أو المخلوقِ، وهوَ: "لو أصبحَتِ الأشجارُ أقلامًا والبحرُ حِبرًا لها لأكتبَ لكَ كلماتِ الشُّكرِ لجفَّ البحرُ ونفدَتِ الأشجارُ قبلَ أنْ أوفيَ لكَ حقَّكَ" ؟

هذا جاءَ في القرآنِ في حقِّ اللهِ صحيحٌ حقٌّ؛ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ [لقمان:27]، ولا يجوزُ هذا في حقِّ المخلوقِ، هذا مِن الكذبِ والمنكَرِ، يعني كأنَّه شبَّهَه باللهِ، أمَّا التَّعبيرُ به في حقِّ اللهِ فهذا لا مانعَ منه، لكن لم يأتِ هذا الثَّناءُ وهذا التَّمجيدُ، نحن نقولُ: إنَّ كلماتِ اللهِ لو كُتِبَتْ بكذا وكذا مِن الأشجارِ والأقلامِ والمدادِ الَّذي يُقدَّرُ بالبحورِ ما نفدَتْ كلماتُ اللهِ"، فنخبرُ بِمَا أخبرَ اللهُ به ولا نزيدُ ولا نتكلَّفُ عباراتٍ وألفاظًا لا أصلَ لها، ولا ريبَ أنَّ الثَّناءَ على اللهِ لا حدَّ له، لا يستطيعُ أحدٌ أن يحصيَ ثناءً عليه، حتَّى الرَّسولُ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، الرَّسولُ يقولُ: (لا أُحصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيْتَ على نفسِكَ) .