الرئيسية/فتاوى/(جعل) في القرآن واللغة والرد على شبهة المعتزلة
share

(جعل) في القرآن واللغة والرد على شبهة المعتزلة

السؤال :

كيف يُجاب عن شبهة المعتزلة في قوله تعالى: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [الزخرف:3] أنَّ (جَعَلَ) في اللغة بمعنى: خلقَ ؟

الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده، أمَّا بعد :
فهذا قولٌ باطلٌ ؛ فـ “جعل” في اللغة تأتي بمعنى: خَلَقَ ، وليس منه هذه الآية، وتأتي ” جعل ” بمعانٍ أخرى :
فتأتي في اللغة بمعنى “شَرَع” ؛ تقول: جعلَ فلانٌ يتكلَّم ؛ أي: شرعَ وبدأ، وليس في القرآن شيء مِن ذلك.
وتأتي “جَعَل” بمعنى “صيّر” ، ومنه قوله تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً [البقرة:22]،  ومنه هذه الآية: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا.
وتأتي “جَعَلَ” بمعنى “شَرَعَ” ؛ ومنه قوله تعالى:  مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ [المائدة:103]، يعني ما شَرَعَ مِن بحيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وصيلةٍ.
وتأتي “جَعَل” بمعنى “خلقَ” ؛ ومنه قوله تعالى: وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [الأنعام:1] وقوله: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا [الرعد:3].

أملاه :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
لثلاث عشرة خلت مِن ربيع الآخر 1437هــ