الرئيسية/فتاوى/هل يشرع الاتصال بشخص وقت الأذان ليفتح له السماعة حتى يردد مع المؤذن

هل يشرع الاتصال بشخص وقت الأذان ليفتح له السماعة حتى يردد مع المؤذن

السؤال :

أحد الإخوة حريص جدًّا على تحصيل فضيلة متابعة المؤذن، حتى إنه إذا لم يكن قريبًا من مسجد يتصل قبل الأذان بقليل بشخص يبكر للمسجد -يتصل به وقت الأذان -ليفتح له السماعة فيردّد مع المؤذن.

وسؤالي: هل هذا العمل مشروع؟ أو يخشى أن يكون فيه بدعة؟ أو مخالفة للسنة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فإن إجابة المؤذن ممَّا أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول”[1]، وهذا حسب قواعد الأصول أمرٌ يقتضي الوجوب[2]، وفيه فضيلةٌ لمن أجاب ثم صلَّى على النبي؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “ثم صلُّوا عليَّ، فإنه من صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا”[3]، ثم يقول بعد ذلك: “اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته”[4]، فالحرص على ذلك من الرغبة في الخير، وممَّا يدل على الخير.

وما كان كذلك فاتخاذ الوسائل للعمل به مشروعٌ، كالقيام من مكان إلى مكان يسمع فيه المؤذن، ومثله تكليف إنسانٍ يخبره بالأذان، واتخاذ سمَّاعة في الأُذُن يسمع بها الأذان لمن كان ثقيل السمع ونحوه، وبناءً على ما تقدَّم فما يفعله ذلك الرجل لا إشكال فيه، بل عمله محمودٌ، وهو مأجورٌ عليه إن شاء الله.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 2 صفر 1447ه

 

[1] أخرجه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بهذا اللفظ، وأخرجه البخاري (611)، ومسلم (383) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بنحوه.

[2] حكى الطحاوي الوجوب عن قوم من السلف، وبه قال: الحنفية، وأهل الظاهر، وابن وهب، وقواه شيخنا، وذهب الجمهور إلى استحباب المتابعة. ينظر: المغني (2/85)، وفتح الباري (2/93)، وعمدة الأفهام في فوائد أحاديث عمدة الأحكام لشيخنا (ص135).

[3] أخرجه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. وهو تتمة الحديث السابق.

[4] أخرجه البخاري (614) من حديث جابر رضي الله عنه.