الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده، أمَّا بعد :
فإنَّ أصلَ هذه الطَّريقة -وهي الاحتفالُ بمرور الأيام والشّهور والأعوام على إقامة مشروع، أو قيام دولة، وبناء ذلك على أساس قوانين لتعيين المدد والأيام والأعوام لإقامة هذه الاحتفالات- أصلُ ذلك ليس مِن عمل المسلمين، بل هو دخيلٌ عليهم بداعي التَّشبُّه للأمم التي مِن عادتها ذلك.
وشكرُ الله على نعمه عبادةٌ يجبُ التَّقيّد فيها بِمَا جاءَ في شريعة الإسلام، وليس في الإسلام إلا عيدا الفطر والأضحى، ولا يُشرَعُ ذبحُ القرابين إلا هديًا أو أضحية في الحج والعمرة وعيد الأضحى، وما ذُكِرَ في السؤال مِن الاحتفال بمرور خمسين عامًا لاستقلال البلاد وذبح الذَّبائح بهذه المناسبة، إن قُصِدَ به التَّعبُّد لله فهو بدعةٌ، وإن لم يُقصَدْ به التَّعبُّد فهو تشبهٌ بالكفار في عاداتهم، وقد نُهينا عن ذلك، لهذا ننصحُ إخواننا المسلمين في جزر المالديف وغيرها بعدم إقامة مثل هذا العيد أو الاحتفال بتلك المناسبة.
وعلى مَن يستطيع النَّصيحة أن يقومَ بالواجب بمناصحة القائمين على هذا الشَّأن، فإن أبوا إلا إقامة الاحتفال وذبح الذَّبائح: فلا ينبغي للمسلم حضور هذه الاحتفالات، ولا الأكل مِن الذبائح، ورعًا واتقاءً للشُّبهات، ولستُ أقول: إنَّ الأكل منها حرام ؛ فإنَّها لم تُذبَح لغير الله.
وشكرُ الله على نعمه إنَّما يكون بفعل ما أمرَ به ورسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم، وبالثَّناء عليه، والتَّحدث بنعمه، هذا ونوصي أخانا السَّائل بالاطلاع على كتاب (عيد اليوبيل بدعة في الإسلام) تأليف الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- عضو هيئة كبار العلماء سابقًا في المملكة العربية السعودية، ولعلَّه مِن أفضل ما كتب في هذا الموضوع.
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 20 جمادى الآخرة 1436هـ