القولُ الرَّاجحُ كما قالَ اللهُ: وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ، فهما ملكانِ اُبتليا وابتُلِيَ النَّاسُ بهما، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ [البقرة:102]، فظاهرُ الآيةِ -واللهُ أعلمُ- بل صريحُها أنَّهما ملَكانِ، واللهُ جعلَ عندَهما من علمِ من هذا العلمِ من علمِ السِّحرِ ما يعلِّمانِه النَّاسَ، ولكن لا يعلِّمانِ أحدًا حتَّى يحذِّرانه وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102] .