أبدًا، لن يكونَ إلَّا ما قُدِّرَ لهُ، ولا يمكنُ تغييرُ قدرِ اللهِ، فعلى الإنسانِ أنْ يؤمنَ بقدرِ اللهِ ويفعلَ الأسبابَ، فما قدَّرَه اللهُ مرتَّبًا على سببٍ لا يكونُ إلَّا بهذا السَّببِ، فالـمُسبَّباتُ مرتَّبةٌ على أسبابِها، والأسبابُ والـمُسبَّباتُ كلُّها بقدرِ اللهِ، الأدواءُ والأدويةُ والأغذيةُ ومنافعُها كلُّها بقدَرِ اللهِ، قيلَ: يا رسولَ اللهِ في الرُّقيةِ: هل تردُّ مِن القدرِ شيئًا، قالَ: (لا) قالَ: (هِيَ مِنْ قَدَرِ اللهِ)، فما رتَّبَهُ اللهُ أنَّه لا يكونُ إلَّا بالدُّعاءِ لا يكونُ إلَّا بالدُّعاءِ، وإذا حصلَ الدُّعاءُ وحصلَ المطلوبُ علمْنا أنَّ كلًّا منهما مُقدَّرٌ، ولا يستطيعُ أنْ يغيِّرَ ما كُتِبَ في اللَّوحِ المحفوظِ، فلابدَّ أنْ تقعَ الأمورُ على وفقِ ما سبقَ به علمُ اللهِ وكتابُه .
طالب: ودلُّونا على كتابٍ شافٍ في مسألةِ القضاءِ والقدرِ ؟
الشيخ: في "العقيدةِ الواسطيَّةِ" كلامٌ حسنٌ أنَّ الإيمانَ بالقدرِ على درجتَينِ وكلُّ درجةٍ تتضمَّنُ شيئينِ فراجعْه، في العقيدةِ الواسطيَّةِ كلامٌ مختصَرٌ كافٍ شافٍ .