اصدقِ التَّوبةَ والنَّدمَ ويتوبُ اللهُ عليكَ، اصدقِ التَّوبةَ بالنَّدمِ الشَّديدِ والعزمِ على عدمِ العودةِ فاللهُ يغفرُ لكَ، لأنَّ اللهَ يتوبُ على مَن تابَ ولو كانَ كفرًا، وقولُكَ هذا منكرٌ عظيمٌ متضمِّنٌ لعقوقِ أبيكَ ومتضمِّنٌ لشيءٍ مِن الشِّركِ، أمُّكَ تقولُ: يعبدُكَ؟ فتقولُ: نعم!! ولعلَّكَ قلْتَ هذا مِن غيرِ شعورٍ، فإنْ كانَ صدرَ هذا مِن غيرِ شعورٍ فإنَّكَ لا تُؤاخَذُ لأنَّ اللهَ يقولُ: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب:5]، أعوذُ باللهِ، أعوذُ باللهِ، هذا مِن مساوئِ الغضبِ، ولهذا الرَّسولُ قالَ للرَّجلِ الَّذي قالَ: أوصِني، قالَ: (لا تغضبْ، لا تغضبْ، لا تغضبْ) فالغضبُ كثيرًا ما يوقعُ صاحبَه في أمورٍ منكرةٍ وفيما يضرُّ نفسَهُ، مَن يشتدُّ بهِ الغضبُ قد يقتلُ نفسَه وقد يقتلُ ولدَه وقد يُتلِفُ مالَه، وقد يحملُه على العدوانِ والظُّلمِ، فعلى المسلمِ أنْ يحذرَ مِن الغضبِ، (لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).