ما عَلِمنَا ذلك، ما علمتُ، لكن قالوا ما يشبهه في قولهم: إنَّه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه، أما في الرّوح: فلا أعلمُ أحدًا جرى على طريقة الفلاسفة في الرّوح، لكن قالوا إنَّها عرضٌ، وإذا كانت عرضًا معناها يعني أنَّها إذا فارقتِ البدنَ تكون معدومة لا موجودة، وكلُّ هذا يقتضي اضطراب النَّاس في شأن الرّوح، فالنَّاسُ مضطربون في الرّوحِ اضطرابًا شديدًا، والعصمةُ في لزوم ما دلَّ عليه الكتابُ والسُّنَّة، فالكتابُ والسُّنَّة دلَّت على أنَّ الرّوح لها وجود يخصّها قائمة بنفسها، ونعني "قائمة بنفسها" لها وجود استقلالي، يعني ليست مشروطة في وجود البدن؛ بل بعد فراقها للبدن هي موجودة.