هذا إرشادٌ من النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى التَّعوُّذِ بالله والاستجارةِ والاعتصامِ بالله مِن هذه الشُّرور، جَهدُ البلاء يعني: البلاء الشَّديد الذي يُورثُ الإنسانَ جَهْدًا ومشقةً، (مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ) نعوذ بالله مِن جهد البلاء، نعم، (وَسُوءِ القَضَاءِ): يعني وما قضاهُ الله مِن الأمور التي تسوءُ الإنسان، القضاءُ هنا بمعنى المقضي، (وَسُوءِ القَضَاءِ) يعني مثل: مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق:1،2] نعوذ بالله مِن جَهْدِ البَلاَءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، (وَدَرَكِ الشَّقَاءِ)، يعني: أنْ يُدْرِكَ الإنسانُ الشقاءَ، (وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ)؛ العدو إذا رأى فيكَ ما يسوءُكَ يُسَرُّ بذلك ويَشْمَتُ بك ويفرحُ عليك، فكلُّ هذه أمورٌ مكروهةٌ، أرشدَ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى التعوّذ منها، تعوَّذْ باللهِ منها.
طالب: الله يحسن إليك شيخنا، جاء في الصَّحيح أن الحديث ثلاث، قال الراوي: "الحَدِيثُ ثَلاَثٌ، زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً، لاَ أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ".
الشيخ: إي الحمد لله، لكن كلُّها صحيحة، حتى التي زادها يمكن أنها يعني.. معناها صحيح، لكن واحدةٌ منها مشكوكٌ فيها هل هي ثلاثة أو أربعة، فنعوذُ بالله مِن الجميع؛ لأنها كلّها مبغوضة، كلُّها مبغوضة مكروهة، سواءٌ كان ما رواه أو ما زادَهُ في ظنِّه، وكلُّ أمرٍ مقبوحٍ وضارٍّ ويسوءُ الإنسان فالتعوُّذُ بالله منه حسنٌ ومشروعٌ.