أما التأخُّرُ مِن أجلِ إطالةِ الإمامِ: فإن كانت إطالة مُفرِطة فيها مشقَّةٌ شديدةٌ على المأمومِ فقد يكون ذلك عُذرًا للمُتخلِّف، وإن كانتْ إطالة على الكسلانِ كما يتبرَّمُ كثيرٌ مِن النَّاس يزعل ويتبرَّم مِن تطويلِ الإمام وهو ليس بالمطوِّلِ التَّطويلَ الشَّاقَّ، بل إذا قرأ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [الليل:1] و سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] يرى ذلك تطويلًا، والرَّسولُ أوصى معاذًا بأنْ يقرأ هذه السُّور، وأما إساءتُهُ القراءةَ فهذا لا يحلُّ له، يجبُ أن يقرأَ القرآنَ قراءةً صحيحةً، وما كان لا يُحسنُهُ عليه أن يتعلَّم، وإن كان الخَلل في الفاتحةِ فإنَّها لا تصحُّ صلاته، إذا كان إنه يَلْحَنُ في سورةِ الفاتحة أو يُخِلُّ بسورة الفاتحة فصلاتُهُ لا تصحُّ.