عليكِ ببِرِّ أمكِ، بِرُّ أمكِ مِن أجلِّ الأعمالِ، فاصبري على سوءِ خُلقِها كما تقولين أنَّها عصبية، اصبري عليها وقابليها بالصَّبر والتَّحمُّلِ، فكم صبرتْ عليكِ! كم صبرتْ عليكِ أُمُّكِ يوم كنتِ ضعيفة وصغيرة! فاذكري، الله تعالى يقول مُعلِّمًا للعباد أن يدعو الرجلُ لوالدَيْه: رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24]، فاصبري على أمكِ، وهذا ابتلاءٌ لكِ، كون أمكِ عصبية أو عندها سوءُ خُلُق هذا فيه ابتلاء لكِ، فيتبيَّن صدقكِ في البِرِّ، فإذا كنتِ صادقة في البر تحمَّلتِ وصبرتِ وعذرتِ وأحسنتِ، أما مَنْ لا يبرُّ أباه أو أمَّه إلا إذا كان جاء على كيفه فهذا معناه أنَّه إنَّما يقابل.. إنَّما يتعامل مع مَن يحسنُ معاملتَه، وإحسان الوالدين متقدِّمٌ، فاصبري على أمكِ، ولا أدري ما الربطُ بين هذا وبين إقبالكِ على الثانوية؟!
القارئ: هي ذكرت -أحسن الله إليك- قالت أنه: وأخاف أنها علاقة تؤثرُ على مستقبلي.
الشيخ: لا، مستقبلكِ يُؤثِّرُ عليه العقوقُ والإساءةُ إلى الوالدَين، فبرِّي أمكِ وأحسني صحبتَها، أحسني صحبتَها، واشكري لها، أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14] أحسني صحبتَها والله يوفقكِ في أمرِ دنياكِ، فإن دراستكِ من أمرِ دنياكِ، الدراسةُ من أمر الدنيا؛ لأن المقصودَ منها الدنيا، فإذا أحسنتِ صحبةَ أمك وصبرتِ عليها وعذرتيها وأكرمتيها لعلَّ ذلك يكون سببًا لتوفيق الله لكِ، فاحتسبي احتسبي، احتسبي الأجر عند الله، ثواب الدنيا والآخرة.