أمَّا الردُّ فلأنَّ الله -تعالى- لم يزل على كلِّ شيءٍ قدير، ولم يزل فعَّالًا لِمَا يريد، وإذا كان كذلك فلا بدَّ أن تكون الحوادثُ دائمةً في الماضي وفي المستقبل، يعني بمعنى: ما دام الله لم يزل على كلِّ شيءٍ قدير، ولم يزل فعَّالًا لِمَا يريد؛ يدل هذا على أنه يمكن دوام الحوادث، وأمَّا الذين زعموا بامتناع دوام الحوادث، فمن شبهتهم الباطلة: أنَّ هذا يستلزم قِدَمَ المخلوقات، وليس كذلك، فما من مخلوق إلا وهو محدَث بعد عدم، فليس شيءٌ من العالم قديمٌ بقدم الله، ليس شيءٌ من المخلوقات قديمٌ بقدم الله، وكلمة مخلوق تكفي في الدلالة على أنَّ هذا الشيءَ كان معدومًا ثم وُجد.