قال العلماء: إنَّ هذا من باب سدِّ الذريعة والتنبيه إلى ما هو أعلى وأفضل، فالمستغاث به على الإطلاق هو اللهُ تعالى، الله تعالى هو المستغاث، إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال:9]، فالرسول وإن كان قادرًا على أن يأخذ على يد ذلك المنافق ويعاقبه ويكفَّ شرَّه، لكن الرسول لما قالوا إنا نستغيث بك من هذا المنافق قال لهم: إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله عز وجل، فهو من قَبيل سدِّ الذريعة، وصرفِهم إلى ما هو أعلى وأكمل وأفضل.