بين موسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- تشابهٌ عظيم، ولهذا الله -تعالى- يَقرِن بينه وبين موسى، إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا [المزمل:15]، ويَقرِنُ بين التوراة والإنجيل، ولعل من وجوه الشَّبه أنَّ موسى يعني جاهد جهادًا عظيمًا مرًّا مع فرعون، وتحمَّل في سبيل الدعوة يعني أمرًا عظيمًا، وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم،- ولهذا لما يعني اجترأ على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض الخوارج قال: لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر، فهو يتأسَّى بموسى، وموسى له شَبَهٌ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- له شَبَهٌ بموسى، وحتى في فرض الصلاة تعلمون أنه مرَّ بموسى وتردد عليه، وفي كلِّ مرَّة يشير عليه بطلب التخفيف من ربه.