الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فأقول: إنَّ الآية الأولى جاءت على ما هو الأصل في القرآن من تقديم (يغفر) على (يعذب)، فقد جاء ذلك في القرآن في أربعة مواضع، وهي: آية البقرة: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إلى قوله: فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ [البقرة: 284]، وآية آل عمران: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ [آل عمران: 129]، وآية المائدة المسؤول عنها، وآية الفتح: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ [الفتح: 14].
وأما في آية المائدة التي جاءت على خلاف ذلك فللتَّناسب مع ما قبلها من ذِكر عقاب السارق والتوبة على مَن تاب، فجاء ذكر العذاب والمغفرة مناسبًا لمضمون الآيتين قبلها. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 15 رمضان 1444هـ