الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمد، أما بعد:
فمَن هذه حاله ذكر العلماء نظيره في بعض المرضى، وهو المريض العاجز عن جميع أعمال الصَّلاة القوليَّة والفعليَّة؛ فمِن العلماء مَن يقول: إنَّ هذا لا تجب عليه الصَّلاة أصلًا، وقال بعض أهل العلم: إنه قادر على الصَّلاة بالنيَّة؛ فينوي الركوع والسجود، وينوي ما يقال بقلبه مادام عقله معه، فعليه أن يؤدي من واجبات الصلاة ما يستطيع، وهو قادر على ذلك بالنيَّة، فيصلي حسب استطاعته، ويجمع إن كان الجمع أرفق به. [1]
وهذا المسؤول عنه ذكرتم في السؤال أن الفهم سليم، والنظر سليم، والسمع سليم، وهذا يقتضي أنه يمكن تعليمه؛ لأن طريق التعليم السمع، وهو يدرك ما يلقى إليه؛ لسلامة عقله، وكذلك يمكن تعليمه بالفعل؛ لسلامة نظره، فهذه المدارك الثلاثة: السمع والبصر والفؤاد هي طريق تحصيل العلم، كما قال تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78] ، بل هذا المسؤول عنه أحسن حالًا من المريض الذي يذكره العلماء، ويقول كثير من العلماء بسقوط الصَّلاة عنه، وقال آخرون بوجوب الصلاة بالنيَّة، كما تقدَّم، وأمَّا الصيام فيجب عليه إن كان لا يضرّه، فإن صامَ وإلا أطعم عنه؛ لأنه ميؤوس من زوال علّته، نسأل الله أن يلطف به، ويعين من يرعاه. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 19 رمضان 1444هـ
الحاشية السفلية
↑1 | ينظر: المجموع شرح المهذب (3/206)، والمغني (2/576). |
---|