الرئيسية/فتاوى/حكم القول بأن الله في جهة عدمية والعلو عدمي لا حسي

حكم القول بأن الله في جهة عدمية والعلو عدمي لا حسي

السؤال :

أحسن الله إليكم، يقول السائل: سمعت بعض المشايخ يقرر مسألة العلو قائلًا أن الله سبحانه في جهة عدمية، وأنَّ العلو في حقه مكان عدمي لا حسي، وأن الواقف قربه من الرب كقرب الجالس، انتهى. وهو يرد في هذا الكلام على الأشاعرة، وأشكل عليَّ بعض كلامه، فهل هذا الكلام صحيح؟

 

لا، هذا الكلام فيه التباس، فيه ما يُشكل على السامع، كلمة جهة عدمية، ما في جهة عدمية، الله تعالى فوق جميع المخلوقات، لا يحيط به شيءٌ من المخلوقات، وليس فوق المخلوقات شيءٌ موجود إلا الله، وكلمة عدمية هذه كأن المراد أنه تعالى فوق المخلوقات، لا يحيط به شيءٌ، لأنه ليس فوق المخلوقات إلا الله، فإذا قلت: إنه تعالى فوق جميع المخلوقات؛ عُلم من هذا أنه لا يحيط به شيءٌ من المخلوقات، لأنك قلت: إنه فوق جميع المخلوقات، فكل جميع المخلوقات دونه وهو فوقها، وليس فوقه شيء، يقول -عليه الصلاة والسلام-: اللهم أنت الأول فليس فوقك شيء، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ، هو فوق جميع الخلق.

والتعبير بالجهة العدمية تُشكِل على السامع، أدقُّ تعبير أن تقول: إنَّ الله -تعالى- فوق جميع المخلوقات لا يحيط به شيء من المخلوقات، بل عبارة إنه فوق جميع المخلوقات يستلزم أنه لا يحيط به شيء من المخلوقات لأنك قلت: إنه فوق جميع المخلوقات، وما يحيط بالشيء ليس فوقه.