الرئيسية/فتاوى/تعيين المراد بقوله تعالى ‌يضاهئون ‌قول ‌الذين ‌كفروا ‌من ‌قبل

تعيين المراد بقوله تعالى ‌يضاهئون ‌قول ‌الذين ‌كفروا ‌من ‌قبل

السؤال :

ما معنى قوله تعالى: {يُضَاهِئُونَ}، ومن المراد بـ {الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}، في قوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة:30]؟ أحسن الله إليكم.

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد؛ أما بعد:

فمعنى قوله تعالى: يُضَاهِئُونَ أي: يشابهون أو يُشبِهون[1]، واختلف في المراد بـ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ؛ فقيل: مشركو العرب؛ لقولهم: الملائكة بنات الله، وقيل: المراد اليهود، والذين يضاهئونهم هم النصارى، وهذا قول مفسري السلف، كما ذكر ابن جرير[2]، وقيل: قدماء الوثنيين من البراهمة[3] واليونان، وهذا أظهر الأقوال[4]؛ لأن اليهود والنصارى يعظِّمون أولئك، وأما القول الأول -وهو أن المراد بهم العرب- فضعيف؛ لأن اليهود والنصارى يفضِّلون أنفسهم على العرب بما أوتوا من العلم والكتاب، فيبعد أن يتشبَّهوا بهم. والله أعلم بالصواب.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 03 ذي القعدة 1445هـ

 

[1] ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة (ص184)، وللسجستاني (ص532).

[2] تفسير الطبري (11/413-414).

[3] البراهمة: قبيلة من قبائل الهند، نسبة إلى “براهم” أحد ملوكهم، لهم طقوس وشعائر تميِّزهم عن غيرهم، وينكرون النبوات مع إقرارهم بوجود الصانع وحدوث العالم، وتفرقوا أصنافًا: فمنهم أصحاب البددة، ومنهم أصحاب الفكرة، ومنهم أصحاب التناسخ. ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (1/63)، والملل والنحل (3/95).

[4] ولعله قول ابن تيمية، وذكره ابن جزي ضمن أقوال المفسرين. ينظر: بيان تلبيس الجهمية (3/145)، ومجموع الفتاوى (2/439-440)، وتفسير ابن جزي – ت الصالحي ط 1- (2/488-489).