الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده؛ أما بعد:
فلم يذكر السَّائل الفاضل وجه التَّعارض عنده، والصَّواب أنَّه لا تعارض بين الحديث[1] والآية الكريمة؛ فالحديث أفاد سَبْق القدر في كل ما يقع مِن خير وشرٍّ، وأما الآية فتفيد فِعل الأسباب بجلب المنافع ودفع المضار، فلو كان الإنسان يعلم الغيب؛ لَعَلِم الأسباب المفضية إلى الخير فأخذ بها، وعَلِم الأسباب التي تجلب الضَّرر فاتَّقاها، وعَلِم ما سيكون من الخير فأخذ أسبابَه، وما سيكون من الشَّرِّ فاتقى أسبابَه، وكلُّ ما يقع من الأسباب والمسبَّبات فقد سبَق به علم الله وكتابُه، فلا تعارض بين القدر وفعل الأسباب، وليس المراد أنه سيعلم ما سيصيبه وما سيخطئه. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 20 ربيع الآخر 1446 هـ
[1] أخرجه أحمد (21611)، (21653)، وأبو داود (4699)، وابن ماجه (77) من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (727)، والألباني في تخريج السنة (245).