الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فالصواب أن الكيد يفسَّر بالمكر، والقول فيه كالقول في المكر، وذِكره في القرآن كذِكر المكر، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ [الأنفال: 30]، إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق: 15-16]، وأما قوله تعالى: إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم: 45] فالمراد استدراجه تعالى وإمهاله للكافرين، وهو حقيقة الكيد والمكر[1]. إذا ثبت هذا صحَّ أن يقال: إن الله يمكر بالكافرين ويكيدهم، وإذا قيل: إن الله يوصف بالكيد، فيجب أن يفسَّر بكيده تعالى للكافرين، وحينئذ فالأولى ألَّا يُذكر إلا مقيَّدًا[2]، ومن أطلق اللفظ فيجب حمله على المقيَّد، وقولنا: “وصف الله بالكيد” أي: للكافرين. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 17 جمادى الأولى 1446هـ
[1] ينظر: توضيح مقاصد العقيدة الواسطية لشيخنا (ص106-108).
[2] ينظر: مختصر الصواعق المرسلة (2/737)، والتعليق والإيضاح على تفسير الجلالين لشيخنا (2/562).