الرئيسية/فتاوى/حكم المداومة على دعاء يا حي يا قيوم أربعين مرة بين سنة الفجر وفريضتها

حكم المداومة على دعاء يا حي يا قيوم أربعين مرة بين سنة الفجر وفريضتها

السؤال :

جاء في «مدارج السالكين» (3/ 248) لابن القيم، قوله: “وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: مَن واظب على (يا حي يا قيوم. لا إله إلا أنت) كل يوم بين سُنة الفجر وصلاة الفجر أربعين مرة أحيى الله بها قلبه” اهـ.

هل يسوغ مثل هذا التحديد، ولم يرد في نصوص الشرع؟ وهل تشرع المواظبة عليه؟ جزاكم الله خيرا.

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فما ذكره شيخ الإسلام -رحمه الله- مِن فضل الذكر الذي ذكره، والعدد الذي اعتبره في حصول الفضل، وما ذكره من الثواب، كلٌّ من هذه الأمور يتوقف ثبوته على الدليل، ولم يذكر الشيخ -رحمه الله- دليلًا لشيء من ذلك، ولذا لا يوافَق على تحرِّي هذا الذكر بهذا العدد في ذلك الوقت[1]، ولا ريب أن التوجه إلى الله بطلب صلاح القلب وحياته بهذين الاسمين (الحيِّ القيوم)، ولا سيما في أوقات الإجابة؛ كجوف الليل[2] وأدبار الصلوات[3] من أعظم الأسباب في حصول المطلوب؛ فينبغي للمسلم أن يلحَّ على الله بصلاح قلبه وحياة قلبه وتسديد قلبه، والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 22 ذي القعدة 1446هـ

 

[1] ولشيخنا مزيد تفصيل في فتوى منشورة على الموقع بعنوان: “حكم المواظبة على دعاء يا حي يا قيوم أربعين مرة بين سنة الفجر وفريضتها”.

[2] لما أخرج مسلم (757) عن جابر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة”.

[3] لما أخرج الترمذي (3499)، والنسائي في الكبرى (9856) عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: ‌”جوف ‌الليل الآخر، ‌ودبر الصلوات المكتوبات”. وحسنه الترمذي، والألباني، وينظر: بيان الوهم والإيهام (387).

وتنظر أوقات الاستجابة الأخرى في: سلاح المؤمن في الدعاء لابن الإمام (ص161).