الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فما ذكره شيخ الإسلام -رحمه الله- مِن فضل الذكر الذي ذكره، والعدد الذي اعتبره في حصول الفضل، وما ذكره من الثواب، كلٌّ من هذه الأمور يتوقف ثبوته على الدليل، ولم يذكر الشيخ -رحمه الله- دليلًا لشيء من ذلك، ولذا لا يوافَق على تحرِّي هذا الذكر بهذا العدد في ذلك الوقت[1]، ولا ريب أن التوجه إلى الله بطلب صلاح القلب وحياته بهذين الاسمين (الحيِّ القيوم)، ولا سيما في أوقات الإجابة؛ كجوف الليل[2] وأدبار الصلوات[3] من أعظم الأسباب في حصول المطلوب؛ فينبغي للمسلم أن يلحَّ على الله بصلاح قلبه وحياة قلبه وتسديد قلبه، والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 22 ذي القعدة 1446هـ
[1] ولشيخنا مزيد تفصيل في فتوى منشورة على الموقع بعنوان: “حكم المواظبة على دعاء يا حي يا قيوم أربعين مرة بين سنة الفجر وفريضتها”.
[2] لما أخرج مسلم (757) عن جابر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة”.
[3] لما أخرج الترمذي (3499)، والنسائي في الكبرى (9856) عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: ”جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات”. وحسنه الترمذي، والألباني، وينظر: بيان الوهم والإيهام (387).
وتنظر أوقات الاستجابة الأخرى في: سلاح المؤمن في الدعاء لابن الإمام (ص161).