الحمدُ لله، أمّا بعد:
فظاهرُ الأدلّة في مواضع متعدّدة أنّ مَن عملَ عملاً صالحًا فحصلت له بسببه منفعةٌ عاجلةٌ فإنّه يُنقِصُ مِن أجره في الآخرة، ومِن أدلّة ذلك:
أولاً: قوله صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ)، فظاهر الحديث أنّ مَن كُوفِئ على معروفه لا يَستوجِبُ الدّعاء له.
ثانيًا: ما ورد أنّ مَن جاهدَ وغنمَ فقد تعجّلَ بعضَ أجره.
ثالثًا: قال خبابُ -رضي الله عنه-: (هاجرنا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نبتغي وجهَ الله، فوجبَ أجرُنا على الله، فمِنّا مَن مضى، لم يأكلْ مِن أجره شيئًا، ومنّا مَن قد أينعَتْ له ثمرتُهُ فهو يَهْدِبُها) والله أعلم.
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك
حُرّر في صباح يوم السبت الموافق ٩/شعبان/١٤٣٥هـ