الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، أمّا بعد:
فقد تأمَّلتُ بعض دروس القاعدة النّورانيَّة؛ فظهر لي أنّها طريقة حسنة في تعليم القراءة للصّغار أو للعجم؛ لأنّها تُعلّم الحركات والشَّدَّات، وتميِّز بين المتحرِّك والسَّاكن، وتميّز بين الحروف المتشابهة، وتُعلّم كيفية النّطق بالمتحرّك والسَّاكن والمشدَّد والمنوَّن، وقد كانت هذه القاعدة أو قاعدة أخرى تسمى “البغداديّة”، هي: المعمول بها في تعليم الصّبيان الحروف قبل افتتاح المدارس الحكومية التي اعتَمدت في تعليم الصّغار طريقة عصريّة مجتلبة مِن الخارج، وهي: طريقة قليلة الفائدة؛ لأنّها تعتمد على التَّلقين والصّورة، وتبدأ بالكلمات المركَّبة، ويُعطى الطّلاب مع كتاب الهجاء للسّنة الأولى الابتدائية كتبًا أخرى، وهم لم يحسنوا قراءة الحروف، ولهذا يتخرَّج كثير منهم مِن المرحلة الابتدائيّة، وهم لا يحسنون القراءة، فضلًا عن قراءة القرآن مِن المصحف.
وقول القائل: إنّها طريقة مُحدَثة بعد الرَّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه على وجه الاعتراض: ليس له وجه؛ لأنّ طرق التَّعليم ليست تعبُّديَّة، ثمّ إنّ نقط حروف المصحف وتشكيلها بالحركات كان في آخر القرن الأول، وقد أقرَّ ذلك علماء الأمة؛ لأنّه مِن باب الوسائل العاديّة المعينة على المقاصد الشَّرعيّة، والله أعلم.
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في: 7 جمادى الأولى 1438هـ