أمَّا ما يُبلِّغهُ عَن الله فهو كذلك؛ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، أمَّا مثلاً أحكامُه الاجتهاديّة التي يجتهد فيها هو بشرٌ، أخبر عن نفسِه أنَّه بشرٌ، وأنَّه لا يعلم الغيبَ، ولا يعلمُ الـمُحِقَّ مِن الـمُبطِل، يختصمُ عندَه، يقول: (تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وقد يكونُ بَعْضَكُمْ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ الآخرِ فأقضي له) فهذه أحكامٌ اجتهاديَّة.
أمَّا ما يُبلِّغه عن الله فإنَّه: لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، فهذه أحكام بصفتِه قاضيًا، لا بصفتِه نبيّاً مُبلِّغًا لشرعِ اللهِ وأحكامِ الله.