الرئيسية/فتاوى/الشعور باليأس بعد الاستغفار والدعاء دون إجابة
file_downloadshare

الشعور باليأس بعد الاستغفار والدعاء دون إجابة

السؤال :

لي سنواتٌ ألـِحُّ على الله في الدّعاء، وأستغفرُ بالآلاف لِيُحقق ربّي

استغفر ولا تَعُدّ، تكون مغرورًا، كأنك تَستكثرُ هذا العمل، لا، لا، استغفر ربَّكَ وألـِحَّ وبس [فقط]، دون إحصاءٍ، لم يَرِد عَدّ الاستغفار، وردَ العَدُّ في أشياء: في التَّسبيحِ أو التَّهليلِ بس [فقط]، أمَّا الاستغفار فليسَ فيهِ عَدٌّ، استغفرْ وأكثِرْ مِن الاستغفارِ بدونِ إحصاءٍ، وبالطّريقةِ ذي -بالآلاف- هذه في كثيرٍ من الأحيان يصير عَدّا مِن غيرِ حضورِ قلبٍ، يضع عدَّادا ويقول: "أستغفرُ الله، أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله"، يعني يصير آليّا، كأنه آلة، طيب كمل أيش [ماذا] عنده؟

القارئ: ويقول: لِيُحَقِّقَ ربي مسألتِي في الزَّواج والعمل ويُيَسِّرَ أموري، ولكني الآنَ مُصابٌ باليأس مِن حالي فأرشدوني .
الجواب: اليأسُ هذا هذا هو مصيبةٌ، مصيبةٌ عليكَ اليأس، فأنتَ إذا فعلتَ السَّبب وهو الدَّعاء، ادعُ ربَّكَ، قل: "اللهمَّ يَسِّرْ لي الزوجةَ الصَّالحة، اللهمَّ يَسِّرْ لي الزَّواج، اللهمَّ يَسِّرْ لي، اللهمَّ يَسِّرْ لي"، ادعُ ربَّكَ وأَلِحَّ، وكذلك في العمل: "يَسِّر لي عملاً مباركًا، وعملاً حلالاً، أو كسبًا حلالاً"، ألِحَّ ولا تيأسْ، ولا تستعجلْ، وفي الحديث: (يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ)، قالوا: وَكَيْفَ يَعْجَلُ؟ قال: (يقولُ: دَعَوْتُ ودَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) وأنتَ الآن عندكَ استعجالٌ عفا الله عنا وعنكَ، فلا تيأس.
وأمَّا الاستغفار، فلا تعدّه بالآلاف ولا شيء، استغفر ربك بين حينٍ وآخر، وإذا تذكرتَ يعني حاسبتَ نفسكَ أو تتذكر ذنوبا، فاستغفر ربَّكَ بالألفاظِ الشَّرعيَّة الواردة، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ.. [الأعراف:23]، (اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ..)، وما أشبَهَ ذلك .