الرئيسية/فتاوى/متى يكون الاختلاف سببا للعداوة
file_downloadshare

متى يكون الاختلاف سببا للعداوة

السؤال :

هل يصحُّ القولُ بأنَّ الاختلافَ في الدِّينِ ليس سببًا للعداوةِ والاستشهاد بقولِهِ تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ..} [الممتحنة:8] ؟

لا، الاختلافُ في الدينِ: إنْ كانَ الخلافُ الَّذي بينَ أهلِ العلمِ فلا يجوزُ أن يكونَ سببًا للعداوةِ، وأمَّا الخلافُ في أصلِ الدين في الإسلامِ خلافُه بالكفرِ والإسلامِ فلابدَّ أن يكونَ سببًا للعداوةِ، الكفَّارُ أعداءُ اللهِ فلابدَّ من بغضِهم، وإنْ كان يجوزُ في بعضِ الأمورِ كالمحبَّة الطبيعيَّة، سبحان الله، الاختلافُ في الدينِ، لماذا؟ أعداءُ اللهِ الكفَّار، وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ [فصلت:19] مَن هم أعداءُ اللهِ؟ ويقولُ سبحانه وتعالى: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:98]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [الممتحنة:1]
لكن الكافرُ المعاهَد والمسالم غير المحاربِ يجوزُ برُّهُ والإحسانُ إليه، كما إذا كانَ جارًا أو كان قريبًا، يعني الوالد، اللهُ أمرَ ببرِّ الوالدينِ الكافرَين، أمرَ ببرِّ الوالدين الكافرَين مع وجوبِ بغضِهما على كفرِهما، بغضِهما، ويمكن يجتمع الحبُّ والبغضُ في شخصٍ واحدٍ، على سبيلِ المثال: واحد مِن إخوانك المسلمين آذاك وظلمَك وضربَك وأخذَ مالَك، تحبُّه مِن وجهٍ، هل يستوي عندك هو والكافرُ؟ تحبُّه لأنَّه أخوكَ المسلمُ، وتبغضُه بسببِ ظلمِه لكَ .