ما دامَ أنَّه أظهرَ التَّنازُلَ وأنَّه لا يطالبُ بشيءٍ فإنَّه طلَّقَها بلا عوضٍ، طلَّقَها اختيارًا ولم يشترطْ عوضًا، ولكنَّه هو الأصلُ أنَّه يستحقُّ نصفَ ما دفعَ، ولكنَّه تنازلَ عنه، وإلَّا فإنَّه فالطَّلاقُ قبلَ المسيسِ يستحقُّ به الـمُطلِّقُ نصفَ ما بذلَ ؛ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ [البقرة:237]، فهو يستحقُّ نصفَ ما دفعَ، أمَّا أنْ يطالبَ بكلِّه فهذا غلطٌ ظاهرٌ، لكنَّه حتَّى نقول: لا يستحقُّ النِّصفَ لتنازلِه ؛ لأنَّه طلَّقَ وتنازلَ عن كلِّ ما بذلَ، ومثلُ هذا يُرجَعُ فيه، لابدَّ فيه مِن المحاكمة ؛ لأنَّه متضمِّنٌ لنزاعٍ وخصومة .