الماشي الصَّحيح كالرَّاكب؛ لا يلزمه استقبال القبلة
الماشي الصَّحيح كالرَّاكب: لا يلزمه استقبال القبلة ركوعًا وسجودًا، بل يصلّي ويومئ راكعًا وساجدًا، وهو سائر إلى جهة سفره، إلى جهة مقصوده" [1]
وعندهم: أنَّ الماشي يلزمه افتتاح الصَّلاة إلى القبلة، ويلزمه الرّكوع والسّجود إلى القبلة، يمشي، فإذا أراد أن يتطوّع: يستقبل القبلة ويكبِّر، ثم يمشي، فإذا جاء الرّكوع: وقف ويتوجّه إلى القبلة ويركع ويرفع، وإذا أرادَ أن يسجد: يتوجَّه للقبلة، وبالضَّرورة أنَّه في الجلوس بين السَّجدتين يكون مستقبل القبلة مِن أجل السّجود الآخر، فإذا سجد قام ومضى يمشي، فهو لا يمشي إلا في ركن القيام والقراءة.
وليس لهذا دليل إلا التَّعليل؛ قالوا: لأنَّه يقدر، بخلاف الرَّاكب، فإنه يحتاج إلى أن ينزل [2] ، وهذا معناه أنَّه يتعطل عن سفره، أمَّا هذا فيقدر أن يتوقّف، ويركع، ويسجد.
والقول الآخر: أنَّ الماشي كالرَّاكب [3] ؛ لأنّ إباحة الصَّلاة حيث توجَّه المسافر، هذا يحتاج إليها الرَّاكب والماشي، فتوقّفه للرّكوع والسّجود يعوقه عن سفره؛ لأنَّ وقت الرّكوع والسّجود يمكن أن يطول، فيعوقه عن سفره.
وهذا أظهر: أعني أنَّ الماشي كالرَّاكب، فيومئ بالرّكوع والسّجود، ويصلّي حيث توجّه، يعني إلى جهة سفره، واستقباله للقبلة في افتتاح الصَّلاة أمره يسير، لا يعوقه عن سفره، بل ينحرف ويكبِّر ويمضي، ولا يستغرق منه وقتًا، فينبغي له أن يفعل ذلك، وهذا كلّه مِن تيسير الله لعباده. [4]