الرئيسية/الاختيارات الفقهية/سجود التلاوة ليس له حكم الصلاة

سجود التلاوة ليس له حكم الصلاة

 

سجودُ التّلاوة ليسَ له حكم الصَّلاة

سجودُ التّلاوة عند جماهير أهل العلم صلاة  [1] ، ومعنى ذلك: أنَّه يشترط له شروط الصَّلاة، مِن الطَّهارة والسّتارة والتَّكبير والتَّسليم.
وما دام أنَّه صلاة: فكلّ الأحكام التي تُعتبر للصَّلاة مُعتبرة فيه، اللهم إلَّا الفاتحة، فما أظن أن أحدًا يقرأ الفاتحة قبل أن يسجد.
ولا أعلم لهذا القول دليلًا، وإن كان قول الأكثر، إلا أنَّه لقوة شَبَهِهِ بسجود الصَّلاة: أعطوه حكم الصَّلاة، والسّجود أكثر ما في الصَّلاة، أما كونه جزءًا: فليس كلّ جزءٍ مِن الصَّلاة صلاة، فالقراءة والذّكر والتَّسبيح.. كلّها أجزاء مِن الصَّلاة، ولا تشترط لها شروط الصَّلاة.
ولهذا قال آخرون مِن أهل العلم: ليس له حكم الصَّلاة 
[2] ، إذ لم يثبت في السُّنَّة أنَّ له تكبيرًا، أو تسليمًا، فالأحاديث الواردة في سجدة التّلاوة ليس فيها إلا مجرَّد السّجود فقط، إلّا حديثًا أخرجه أبو داود في إسناده نظر: أنَّه كبَّر عند السّجود  [3] ، لكن ليس فيه تسليم.
 فلم يرد في حديثٍ ضعيفٍ ولا صحيحٍ أنَّه سلَّم مِن سجدة التّلاوة، وإذا لم يصح فيها تسليمٌ لم يكن صلاة؛ لأنَّ الصَّلاة لابدَّ أن تكون مفتتحةً بالتَّكبير، مختتمةً بالتَّسليم، وهذا اختيار شيخ الإسلام رحمه الله تعالى 
[4] ، وبناءً على ذلك: لا يُشترط لها طهارة، ولا ستر عورة، ولا استقبال قبلة .  [5]

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 وهذا هو المذهب. واختار شيخ الإسلام أنها ليست بصلاة، فلا يشترط لها شروط الصلاة. ينظر: "المغني" 2/358، و"الاختيارات" ص92، و"الإنصاف" 2/193، و"المنتهى" 1/276، و"الإقناع" 1/239
2 ينظر: "المحلى" 3/330، و" الاختيارات" ص92
3 أخرجه عبد الرزاق 5911 ومن طريقه: أخرجه أبو داود 1413 عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بسجدة كبَّر وسجد، فسجدنا معه».
قال عبد الرزاق: كان الثوري يعجبه هذا الحديث. قال أبو داود: يعجبه، لأنه كبَّر.
وأخرجه أحمد 6461 من طريق حماد بن خالد الخياط، عن عبد الله بن عمر العمري به. وليس فيه لفظ: كبّر.
ومدار الحديث على عبد الله العمري، وهو ضعيف!
4 ينظر: "الاختيارات" ص92
5 شرح "زاد المستقنع، كتاب الصلاة" درس رقم /29/