الرئيسية/الاختيارات الفقهية/من عجز عن الإيماء بالركوع والسجود فإنه يصلي على أي حالة يراها مناسبة ولا يومئ بعينه

من عجز عن الإيماء بالركوع والسجود فإنه يصلي على أي حالة يراها مناسبة ولا يومئ بعينه

 

مَن عجزَ عن الإيماء بالرّكوع والسّجود: فإنَّه يُصلّي على أيّ حالةٍ يراها مناسبة، ولا يُومئ بعينه

إذا عجزَ المريضُ عن الإيماء في الرّكوع والسّجود؛ فإنَّه لا يومئ بعينه  [1] ؛ لأنَّه لم يثبت عنه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وذكروا حديثًا لكنَّه لا يصحّ، وهو ضعيف عند أهل العلم .  [2]
إذًا كيف يُصلّي إن عجز عن هذا كلّه ؟
يصلّي على أيّ حالة يراها مناسبة، وبالتَّالي مَن كان هذا حاله؛ فإنَّه لا يستطيع على شيء إلا القراءة، فيكتفي بذلك، بأن يكبّر، ومِن ثمَّ يستفتح ويقرأ الفاتحة، ومِن ثمَّ ينوي الرّكوع ويقول: ا"لله أكبر"، ثم يقول: "سمع الله لِمَن حمده"، ويعتدل، ثم يقول: الله أكبر -ناويًا السّجود-، ويقول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاثًا، وهكذا يؤدّي الصَّلاة بِما يستطيع عليه، ومِن المعلوم أنَّ الصَّلاة فيها الأقوال وفيها الأفعال، وهو عاجز عن الأفعال فلا يجب عليه شيئًا منها، ويكتفي بالأقوال.
ومِن العلماء مَن قال: إذا عجز الإنسانُ عن هذا كلّه بما فيه الإيماء؛ فإنَّ الصَّلاة تسقط عنه 
[3] ، ولكن في هذا نظر، وهو مرجوح؛ لأنَّه خلاف ظاهر الأدلَّة التي فيها أداء الواجبات على قدر الاستطاعة: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. وقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (فَإذا أمَرْتُكم بِشَيءٍ؛ فأتوا مِنهُ مَا اسْتَطَعْتم)  [4]
فالصَّواب: أنَّ المريضَ الذي عجزَ عن أداء الصَّلاة حتى عن الإيماء برأسه، فإنَّه يصلّي بحسب حاله. [5] .


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 وهو رواية عن الإمام أحمد اختارها جماعة من الأصحاب. قال في الفروع: "وظاهر كلام جماعة: لا يلزمه الإيماء بطرفه، وهو متجه؛ لعدم ثبوته".
والمذهب: يومئ بعينه إذا عجز عن الإيماء بالركوع والسجود. ينظر: "الإنصاف" 2/308، و"المنتهى" مع الشرح 1/593، و"الإقناع" مع الكشاف 3/251
2 أخرجه الدارقطني 1706 وعنه البيهقي 3678 من طريق حسن بن حسين العرني، عن حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدًا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيًا ورجلاه مما يلي القبلة». وهذا إسناد واه جدًا، حسن بن حسين العرني متروك، وحسن بن زيد ضعيف. ينظر: التلخيص الحبير 1/554، وإرواء الغليل 2/344
3 وهي رواية عن الإمام أحمد، اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية. ينظر: "الاختيارات" ص110
4 أخرجه مسلم 1337 من حديث أبي هريرة.
5 شرح "زاد المستقنع، كتاب الصلاة" درس رقم /40/