الرئيسية/الاختيارات الفقهية/بيان السنة في التلفظ بالنية في الحج والعمرة

بيان السنة في التلفظ بالنية في الحج والعمرة

 
بيان السُّنَّة في التَّلفُّظ بالنّيَّة في الحجّ والعمرة

لم يردْ عن النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّه قال عند نيَّةِ الدّخولِ في النُّسُكِ: أريدُ نسكَ كذا، يعني الحجَّ مثلًا، أو أريدُ العمرةَ، فيسّرهُ لي وتقبّلهُ"، والذي وردَ أنَّه قال: (لبَّيكَ حجًا) [1] ، أو: (أوجبتُ حجًا) [2] ، فالتلفُّظُ بالنيّةِ في الحجِّ والعمرةِ: إن أُريدَ به إعلانُ النُّسُكِ الذي يدخلُ ضمنَ التلبيةِ فهذا سنّةٌ، مثل: لبّيكَ عمرةً أو حجًا، أو أوجبتُ حجًّا، أمَّا بتلك الصيغةِ فليس بسنّةٍ؛ لأنَّه لا دليلَ عليه، بل هي من قبيلِ التلفّظِ بالنيّةِ التي نقولُ عنها بأنَّها بدعة، لكن اشتبهت مع ما وردَ في التّلبيةِ من التَّصريحِ بالنُّسُكِ، فصارَ بعضُهم يقولُ: لا يجوزُ التلفّظُ بالنيّةِ إلَّا بالحجِّ ! . 
والذي وردت به السنّةُ: التلفّظُ بما نوى مِن الأنساك لا بالنيّةِ، فقولك: لبَّيكَ عمرةً، هل هذا تلفّظٌ بالنيّةِ؟ لا، هذا تلفّظٌ بالمنوي، وهو الحجُّ أو العمرةُ.
وهناك مواضعٌ يصرّحُ بشيءٍ ممّا نوى مثلًا في الذبحِ، هل يُشرعُ التلفُّظُ بالنيَّةِ عند ذبحِ الأضحيةِ بأن يقولَ: اللهمَّ إنّي أريدُ أن أضحّي؟ لا يجوزُ بل هي بدعةٌ، لكن يجوزُ التلفّظُ بما نوى لا بأصلِ النيّةِ، "اللهمَّ هذا منك ولك"، وهذا يشبِهُ ما وردَ في نيَّةِ الدخولِ في الحجِّ أو العمرةِ، يعني تلفَّظَ بقدرٍ ممّا نوى لا بأصلِ العبادةِ  [3] .

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1   أخرجه مسلم 1232 من حديث أنس.
2   أخرجه البخاري 1639، ومسلم 1230 من حديث ابن عمر.
3   زاد المستقنع، كتاب الحج، درس رقم 4.