الرئيسية/الاختيارات الفقهية/يستحب الاشتراط في النسك إذا كان خائفًا وإلا فلا

يستحب الاشتراط في النسك إذا كان خائفًا وإلا فلا

 

يُستحبُّ الاشتراطُ في النّسك إذا كان خائفًا، وإلّا فلا

اختلفَ أهلُ العلم في حكم الاشتراطِ في النُّسُكِ [1] ، فمنهم مَن قال: يُستحبُّ لكلِّ مَن أراد الحجَّ أو العمرةَ أن يشترطَ عند الإحرامِ [2] ، ومِن أهلِ العلمِ مَن يقولُ أنَّه لا يُستحبُّ إلَّا لِمَن يخافُ أن يُصدَّ أو أن يحصلَ له مانعٌ يمنعُهُ مِن إتمامِ نُسُكِهِ [3] ، وهذا هو الذي وردتْ به السنّةُ ؛ كما في حديثِ ضباعة بنت الزبير قالت: والله لا أجدني إلا وجِعَةً، فقال لها: (حجّي واشترطي، وقولي: اللهم محلّي حيث حبستني)  [4] ، يعني معناه أنَّها تخافُ ألّا تكمِلَ النُّسُكَ، ولم يأمرِ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- النَّاسَ جميعًا أن يشترطوا، ولم يشترطِ النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلَّمَ- في حجِّه وعمرِه، حتّى في عمرتِه التي كان يخافُ فيها أن يُصَدَّ -وقد وقعَ وصُدَّ عن البيتِ في عمرةِ الحديبيةِ- فلم يرشدِ الناسَ إلى الاشتراطِ، لكن مع هذا نرجو أن يكونَ جائزًا مطلقًا، وأكثرُ الناسِ يخافونَ من العوائقِ التي قد تمنعُهم [5] .


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1   ينظر: المغني 5/92.
2   وهذا هو المذهب. ينظر: المنتهى 2/83، والإقناع 1/559.
3   وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. ينظر: الاختيارات ص173، والإنصاف 3/434.
4   أخرجه البخاري 5089، ومسلم 1207.
5   زاد المستقنع، كتاب الحج، درس رقم 4.