وكذلك سحر الصّرف -كما يسمونه- وهو ما يفرَّق به بين الأحبة، وهو الذي ذكره الله في قوله: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(البقرة:102)، وهذا مِن أقبح أنواع السّحر؛ لأنّه مضادٌ لما يحبّه الله ورسوله -عليه الصّلاة والسّلام- مِن الألفة بين الزوجين، ودوام عشرتهما، والشّيطان وجنوده أحرص ما يكونون على مضادة ما يحبّ الله، وهم يسعون للفساد والإفساد، وهذا سبيل الأشرار مِن الإنس والجن، كفانا الله شرهم، ووقانا خطرهم.
وقد شرع الله لعباده التعوّذ مِن شرّ كلّ ذي شرّ، ومِن السّحرة والحاسدين، كما في قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}(الفلق:1-5). والله أعلم.