تنويه :
– البحث أدناه مختصر، ولتحميل البحث كاملًا يرجى الضَّغط على أيقونتي: word – pdf أعلاه .
-هذا المبحث العلمي مُستخلص مِن مؤلَّفات وفتاوى فضيلة الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك -حفظه الله- .
-إعداد: اللجنة العلميَّة
* تعريف الصَّحابي
الصحابي هو: "من لقي النبي ﷺ مؤمنا به، ومات على الإسلام" [1] ، هذا هو أحسن ما ضبط به الصحابي.
* فضل الصَّحابة
جاءت النصوص من الكتاب والسنة في الدلالة على فضلهم، يقول الله تعالى عنهم: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100]
وقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إلى قوله: أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:72-74]
وقال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا [الفتح:29]
ومن السنة ما جاء في الحديث الصحيح عن الرسول ﷺ: (خيرُ النّاسِ قَرني ثمّ الذين يلونَهم) [2] ، وقال ﷺ: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) [3] .
وجاءت نصوص تدل على فضلِ أعيان منهم؛ كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية العشرة المبشرين بالجنة، والحسن والحسين، وثابت بن قيس بن شمَّاس، وعكاشة بن محصن، وغيرهم.
فالأدلة على فضلهم منها ما هو عام في جنس الصحابة، ومنها ما هو أخص من ذلك. [4]
* أهلُ السنَّةِ وسطٌ في الصَّحابة
اختلف الناس في أصحاب الرسول ﷺ إلى ثلاث طوائف طرفان ووسط، فغلا فيهم أو في بعضهم قوم، وجفا فيهم آخرون، وتوسط فيهم أهل السنة والجماعة، فأهل السنة وسط في أصحاب رسول الله ﷺ بين الرافضة والخوارج؛ فالخوارج والنواصب مع الروافض على طرفي نقيض، فالروافض يبغضون أصحاب رسول الله ﷺ، ويسبونهم ويخصون أبا بكر وعمر بمزيد من السب، ويغلظون فيه، فيبغضون الصحابة عموما، ولا يستثنون منهم إلا القليل، وفي المقابل يغلون في أهل البيت، ولاسيما في علي وذريته من فاطمة -رضي الله عنهم-، فمن الروافض من يكفر الصحابة، ومنهم من يفسقهم، فجمعوا بين ضلالتين: ظلاله العداوة والبغضاء لجمهور الصحابة، وظلاله التعصب والغلو في آل البيت.
وأما الخوارج فضلالهم في أصحاب الرسول ﷺ حيث كفروا عليًا وعثمان وأصحاب الجمل وأهل التحكيم، فنصبوا العداوة لأفضلَ أهلِ بيتِ الرسولِ ﷺ عليٍّ -رضي الله عنه-، وكذلك من تبعهم من النواصب الذين يؤذون أهل البيت ويسبونهم بدوافع سياسية.
وأهل السنة والجماعة بين ذلك؛ يحبون أصحاب الرسول ﷺ ويتولونهم جميعا، وينزلونهم منازلهم، ويعرفون لكلٍّ فضله عمومًا وخصوصًا، ويتبرؤون من ضلالة الروافض والخوارج والنواصب. [5])
* الإمساك عمّا جرى بين الصَّحابة
من منهج أهل السنة والجماعة الإمساك عما جرى بين الصحابة فلا يخوضون فيما شجر بين الصحابة لا كلامًا، ولا كتابة وتأليفا، فتسطير ما جرى بين الصحابة لا خير فيه، اللهم إلا من يكتب للرد على المبطلين وإزاحة الشبه [6]) ، فيكون هذا الكلام، وهذا التأليف ليس مقصودًا لذاته، فلا يقصد به مجرد الأحاديث التأريخية، والخوض الذي تزجى به الأوقات، ويؤدي إلى تسويد القلوب.
ثم من هذا الأصل يقولون: إنَّ ما نُقل من المساوئ من تلك الحروب، أو غيرها منها ما هو كذب، فالأخبار التأريخية كثيرٌ منها كذب، وقد يكون أصل الخبر واقعًا، لكنَّ التفصيلات منها ما هو كذب، ومنها ما زيد فيه ونقص وغُيِّرَ عن وجهه. والصحيح مما أُثِرَ من مساوئ الصحابة هم فيه معذورون مأجورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، فهم مأجورون بأجر أو أجرين، فيجب الكف عن الخوض في مساوئهم، والتماس العذر فيما ثبت، وما لم يثبت لا ينظر فيه، ويرد من أول وهلة.
والصحابة بشر تجوز عليهم الذنوب في الجملة، وتعرض لهم العوارض النفسية، وتحصل من أحدهم الزلة، يقول تعالى في صفة المتقين الذين يعدُّ الصحابة في أول وأعلى درجاتهم من هذه الأمة بعد نبيها ﷺ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]
وإذا علم هذا فما يُقَدّر أن يقع منهم من ذنوب فإنَّ لهم من أسباب المغفرة ما ليس عند غيرهم، فإنه يغفر لهم إما بالتوبة، وهم أحرى بها، وإما بالحسنات الماحية، أو المصائب المكفرة، أو يغفر لهم بشفاعة النبي ﷺ الذين هم أحق بشفاعته.
ومن أحسن ما أُثِر في هذا قول عمر بن العزيز -رحمهُ الله- لما قيل له: ما تقول في أهل صفين؟ فقال: تلك دماء طهر الله يدي منها، فلا أحب أن أخضب لساني بها. [7])
وهذا معنى عظيم، وأصل يجب التفطن له والتمسك به؛ بل إن هذا المعنى هو الواجب نحو ما يكون بين المسلمين، فكيف بأصحاب الرسول ﷺ الأخيار، خير هذه الأمة. [8]
* التّفضيل بين الصَّحابة
ومن تفصيل مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب الرسول r: أنهم يفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل على من أنفق من بعد الفتح وقاتل، وليس المراد بالفتح فتح مكة كما يتبادر لأذهان كثير من الناس لا، فالفتح هنا هو صلح الحديبية، وهو الذي أنزل الله فيه إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا [الفتح:1]، وكان صلح الحديبية سببًا لفتح مكة، وبين الفتحين قريب من سنتين.
وهذه المفاضلة نَبَّهَ الله تعالى إليها بقوله: لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [الحديد:10] لكن مع الفارق، فالذين أنفقوا، وقاتلوا في أيام الشدة، وقلة النصير لا يساويهم ولا يدانيهم من أنفق بعد ما قويت شوكة الإسلام، وظهر دين الله، والكل قد وعدهم الله الحسنى، لكن مع التفاوت والتفاضل الذي لا يقدر قدره إلا الله سبحانه.
ومن تفصيل هذا الأصل: أن أهل السنة يقدمون المهاجرين على الأنصار؛ لأن الله قدمهم في الذكر، فكل آية يذكر الله فيها المهاجرين والأنصار، فإنه تعالى يقدم المهاجرين وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ [التوبة:100]
كما أنهم يؤمنون بكل ما جاء في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة عموما وخصوصا، فيؤمنون ويصدقون بقوله ﷺ: (لَعلَّ الله اطّلعَ على أهلِ بَدرٍ فقال!َ: اعْمَلوا مَا شِئْتم فَقَد غَفَرتُ لَكم) [9] .
وأهل السنة يشهدون بالجنة لمن شهد له رسول ﷺ كالعشرة المبشرين بالجنة، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وأبو عبيدة بن الجراح، هؤلاء هم العشرة [10] .
والمبشرون بالجنة كثير، ومنهم: ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي ﷺ، ومنهم الحسن والحسين -رضي الله عنهم- [11] ، وهذه بشارات على وجه التعيين فلان وفلان وفلان، وتقدم أنه ممن يُشهد لهم بالجنة كل من بايع تحت الشجرة الذين قال فيهم الرسول ﷺ: (لا يَدخل النّارَ أحدٌ بايعَ تحتَ الشَّجرة) [12] .
* الأحق بالخلافة بعد رسول الله ﷺ
من فروع ما يجب اعتقاده في أصحاب الرسول ﷺ هذه المسائل مما يقرروه ويدين لله به أهل السنة:
أنَّ الأحق بالخلافة بعد رسول الله ﷺ أبو بكر، فيثبتونها له تفضيلا له وتقديما له على سائر الصحابة؛ فولايته للخلافة بعد رسول الله ﷺ كانت عن أهلية واستحقاق، واختلف الناس في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- بعد الرسول ﷺ، هل ثبتت بالنص أو بالاختيار؟
فمن أهل السنة من قال: إنها ثبتت بالنص الجلي، ومنهم من قال: إنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة، ومنهم من قال: إنها ثبتت بالاختيار. [13])
وأظهر الأقوال عندي فيما ثبت به أمر الخلافة هو أنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة؛ إذ ليس هناك نص جلي يقول: الخليفة من بعدي هو أبو بكر، لكن هذه النصوص بمجموعها تدل دلالة بينة على أن أبا بكر هو الأحق بالأمر، وأنه الخليفة من بعده ﷺ، ثم وفق الله أصحاب رسول الله ﷺ لاختياره عندما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة.
وأهل السنة يثبتون الخلافة بعد أبي بكر -رضي الله عنه- لعمر -رضي الله عنه-، وهذا موضع اتفاق، وكانت خلافته بعهد من أبي بكر، ولا ينازع في هذا إلا الرافضة، فالرافضة ينازعون في خلافة الخلفاء الثلاثة كلهم، وعندهم أن خلافتهم باطلة وظلم، واغتصاب للحق؛ لأنهم يزعمون أن الوصي بعد رسول الله ﷺ هو علي -رضي الله عنه-، وأن الصحابة -رضي الله عنهم- ظلموه واغتصبوا حقه وجحدوا وصية الرسول ﷺ !
ولا نزاع بين أهل السنة في أن الأحق بالأمر بعد الرسول ﷺ الثلاثة على مراتبهم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه- هو الأحق بالأمر بعد عثمان.
* أزواج النبي ﷺ وذريته
من منهج أهل السنة والجماعة أنهم يوالون ويحبون أزواج النبي ﷺ أمهات المؤمنين، ويؤمنون أنهن زوجاته في الآخرة، ويعرفون لهن فضيلتهن، فلهن فضل الصحبة، وفضل صلتهن بالنبي ﷺ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب: 6] وهذه الأمومة أمومة حرمة، وكرامة، وليست أمومة القرابة التي ينبني عليها ما ينبني من أحكام الميراث وغيره.
وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا [الأحزاب:53]، فأزواج النبي ﷺ أمهات المؤمنين في الحرمة والتحريم، ولسن أمهات المؤمنين في المحرمية. [16]
قال تعالى: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا*وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا [الأحزاب: 32-34]، وهذه الآية تدل على أن زوجات النبي ﷺ من أهل بيته، بل هن أولى من يدخل في هذا الاسم. [17]
يقول شيخ الإسلام: وخصوصًا خديجة وعائشة. فخديجة أم أكثر أولاده؛ لأنها أولى زوجاته، وهي من أسبق السابقين إلى الإسلام، وعائشة التي قال فيها الرسول ﷺ: (فَضْلُ عائشةَ على النّساء كفَضْلِ الثّريدِ على سائرِ الطَّعام) [18] . والثريد هو: الخبز باللحم، وهو من أفضل الطعام.
وأهل السنة مختلفون في المفاضلة بينهما، فمن العلماء من قال: خديجة أفضل [19] ؛ لأنها أول المؤمنات، بل قيل: إنها أول من آمن به ﷺ كما جاء في قصة بدء الوحي [20] ، وقال النبي ﷺ: (خيرُ نسائِها مريمُ بنتُ عِمرانَ وخيرُ نسائِها خديجةُ بنتُ خويلدٍ) [21] .
وفضَّل بعض أهل العلم عائشة؛ لأنها عاصرت الدعوة ونزول الشرائع، وتلقت وحفظت من العلم الذي جاء به النبي r ما لم تدركه خديجة، وجاء في فضلها مثل قوله ﷺ لما قيل له: (مَن أحبُّ النّاسِ إليكَ؟ قالَ: عَائِشَة) [22] .
وجاء فيها الحديث الصحيح: (فَضْلُ عائشةَ على النّساءِ كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعام) [23] .
وجمع بعض أهل العلم بين القولين فقال: إن خديجة أفضل من وجه، فلها تأثير في أول الإسلام بنصر وتأييد النبي r ومواساته، ولها منه المنزلة العالية، وهي أم أكثر أولاده، وعائشة أفضل من جهة حمل العلم وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة. [24]
وعندي -والله أعلم- أن القول بتفضيل خديجة: قول قوي؛ لأدلة كثيرة دالة على فضلها [25] ، وكلهن فُضْليات -رضي الله عنهن-.
وزوجات الرسول ﷺ يشمل كل من مات عنهن وهن تسع، ومن ماتت وهي في عصمته ﷺ، فهؤلاء كلهن أمهات المؤمنين، فمجموعهن إحدى عشرة: أولهن خديجة بنت خويلد وقد توفيت في حياته ﷺ بمكة قبل الهجرة، وزينب بنت خزيمة أم المساكين وقد توفيت في حياته ﷺ وبقية التسع [26] مات النبي ﷺ وهنَّ في عصمته.
– وأهل السنة والجماعة يعرفون لقرابة الرسول ﷺ فضلهم، ويحفظون وصية النبيﷺ في أهل بيته حين قال يوم غدير خم: (أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) [27] وأهل بيته ﷺ قرابته القربى الأدنون، وهم بنو هاشم، ثم قريش على مراتبهم لهم حظهم وشرفهم من قرابة النبي ﷺ بقرابتهم للنبي ﷺ، ولكن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا مع الإيمان، فإذا لم يتحقق الإيمان فلا تنفع الأنساب؛ فأبو لهب وأبو طالب لم تنفعهم قرابتهم من النبي ﷺ حين لم يؤمنوا به. [28])
وذرية الرسول ﷺ هم: أولاده من صلبه، وكلهم ماتوا في حياته ﷺ إلا فاطمة فُضْلى أولاد النبي ﷺ.
ويدخل في هذا الاسم من ذرية النبي ﷺ أولادُ فاطمة -رضي الله عنه- وما تناسل منهم، فذرية الحسن والحسين كلهم من ذرية النبي ﷺ. [29])
* ختامًا
قال شيخ الإسلام -رحمهُ الله-: "إن من نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة عَلِم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم".
وهذا يستفاد من قوله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110] فإذا كانت هذه الأمة خير الأمم، والصحابة خير هذه الأمة؛ تبين أن الصحابة خير الناس بعد الأنبياء، لا كان في الماضي مثلهم، ولا يكون في آخر الزمان مثلهم. [30])
الحاشية السفلية
↑1 | - نخبة الفكر ص(148)، والإصابة (1/158)، وفتح المغيث (4/8). |
---|---|
↑2 | - رواه البخاري (2652)، ومسلم (2533) من حديث ابن مسعود t. |
↑3 | - رواه البخاري (3673) ـ واللفظ له ـ، ومسلم (2541) من حديث أبي سعيد الخدري t. |
↑4 | - شرح العقيدة الطحاوية (356-357). |
↑5 | - شرح العقيدة الطحاوية: (358-359 |
↑6 | - منهاج السنة (6/254 |
↑7 | - حلية الأولياء (9/114 |
↑8 | - شرح العقيدة الطحاوية (362)، توضيح مقاصد الواسطية (222-224) |
↑9 | - رواه البخاري (3007)، ومسلم (2494) من حديث علي بن أبي طالب t. |
↑10 | - نظمهم الحافظ ابن حجر بقوله: لقد شر الهادي من الصحب زمرةً*بجنات عدن كلُّهم فضلهُ اشتهرْ…. سعيدٌ زبيرٌ سعدُ طلحةُ عامرٌ*أبو بكر عثمانُ ابنُ عوفٍ علي عمرْ. فتح المغيث (4/64). |
↑11 | - رواه أحمد (3/3)، والترمذي (3768)، وابن حبان (6959)، والحاكم (3/167) وصححوه من حديث أبي سعيد الخدري t. |
↑12 | - رواه أحمد (3/350)، وأبو داود (4653)، والترمذي (3860) من حديث جابر t، ونحوه عند مسلم (2496) من روايته عن أم مبشر رضي الله عنهما. |
↑13 | - منهاج السنة (1/486-526 |
↑14 | - رواه البخاري (3655) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. |
↑15 | - شرح العقيدة الطحاوية (364-368 |
↑16 | - منهاج السنة (4/369). |
↑17 | - التمهيد (17/302)، ومنهاج السنة (4/24و7/73)، وجلاء الأفهام ص(236ـ247)، وتفسير ابن كثير (6/410). |
↑18, ↑23 | - رواه البخاري (3411) ومسلم (2431) من حديث أبي موسى الأشعري t. |
↑19 | - فتح الباري (7/139)، ورجحه، وهو اختيار المؤلف في شرح الواسطية ص(271). |
↑20 | - رواه البخاري (3)، ومسلم (160) من حديث عائشة t. |
↑21 | - رواه البخاري (3432)، ومسلم (2430) من حديث علي t. |
↑22 | - رواه البخاري (3662)، ومسلم (2384). |
↑24 | - هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم. مجموع الفتاوى (4/393)، وبدائع الفوائد (3/1104)، وجلاء الأفهام ص(263). |
↑25 | - وهذا اختيار الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/13). |
↑26 | - وهن: عائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وميمونة بنت الحارث وصفية بنت حيي وزينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وجويرية بنت الحارث رضي الله عنهن. |
↑27 | - رواه مسلم (2408) من حديث زيد بن أرقم t. |
↑28 | - توضيح مقاصد العقيدة الواسطية (218-219 |
↑29 | -شرح العقيدة الطحاوية (377-378 |
↑30 | - توضيح مقاصد العقيدة الواسطية (225 |