الرئيسية/فتاوى/حكم استحضار نية التلاوة والدعاء عند تلاوة القرآن
share

حكم استحضار نية التلاوة والدعاء عند تلاوة القرآن

السؤال :

ذكرَ أحدُ الإخوة أنَّ المسلم عندما يقرأ آيات فيها دعاء -كآيات سورة الفرقان مثلا أو آل عمران- أنَّه يستحضرُ نيَّتين: نيَّة قراءة القرآن، ونيَّة الدُّعاء كأنَّه يدعو بها الآن ويرجو إجابة ما يدعو. أشكلَ عليَّ هذا الأمرُ؛ لأننا نقرأُ القرآنَ نتعبَّدُ بتلاوته على أنَّه كلامُ الله تعالى وليس دعاء، فسؤالي: هل يُشرع أن يجمعَ المصلي بين النيَّتين، نيَّة تلاوة القرآن والدَّعاء في نفس الوقت ؟

الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده، أمَّا بعد :

فينبغي لقارئ القرآن إذا قرأَ آيات متضمِّنةً لأدعية أرشدَ اللهُ إليها أو أخبرَ بها عن أنبيائه وعباده الصَّالحين أن يقصدَ بها الدُّعاء منه لنفسه، مع نيَّة التِّلاوة التي هي الأصل، كالآية الأخيرة مِن سورة البقرة، وآخر “آل عمران” وآخر “الفرقان” وغيرها، فيجتمعُ في ذلك النِّيَّتان: التِّلاوة والدُّعاء.

وقد تنفردُ فيها نيَّة التِّلاوة إذا لم يستحضر القارئُ نيَّة الدُّعاء، ويجبُ أن تنفردَ نيَّةُ الدُّعاء، كما لو دعا بها في الرّكوع أو السّجود؛ فإنَّ قراءة القرآن في الركوع والسُّجود منهيٌّ عنها؛ فلا يجوزُ للمصلِّي إذا دعا بهذه الأدعية في الركوع أو السجود أن يقصد بها التّلاوة، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:  (أَلا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا). [1]

والدَّليلُ على اجتماع النيَّتين: ما شُرِعَ للمصلي في قراءة الفاتحة، فإنَّه يُطلب مِن المصلي أن ينوي النيَّتين: التلاوة والدُّعاء، في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، ولهذا شُرِعَ لقارئ الفاتحة في الصَّلاة أن يقول إذا فرغ منها: “آمين”، أي اللهم استجب. فبناء على ما تقدَّم: فما نقله السَّائلُ عن بعض الإخوة صحيحٌ، والله أعلم .

قال ذلك :  

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

حرر في 17 ربيع الآخر 1435 هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 -أخرجه مسلم (479) عن ابن عباس رضي الله عنهما.