الرئيسية/شروحات الكتب/رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه/(3) قوله “والعبد مفتقر إلى الهداية في كل لحظة”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(3) قوله “والعبد مفتقر إلى الهداية في كل لحظة”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (رسالة ابن القيّم إلى أحد إخوانه)
الدّرس الثّالث

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين. قال ابنُ القيّم رحمةُ الله عليه في رسالتِه إلى أحدِ إخوانِه:
وَالْعَبْدُ مُفتَقِرٌ إِلَى الْهِدَايَة فِي كلّ لَحْظَةٍ وَنَفَسٍ فِي جَمِيع مَا يَأْتِيهِ ويذرُه.
– الشيخ:
الله أكبر الله أكبر، دائماً مُفتَقِرٌ إلى هداية الله في كلّ نَفَسٍ فيما يأتي ويذر، الله أكبر، الشيخ يريدُ يبين أهميّةَ هذا الدعاء: "اهدنا الصّراط" اهدنا الصّراط، هذا دعاءٌ عظيمٌ مُفتَقِر العبدُ مُفتَقِرٌ إلى هدايةِ الله في كلّ لحظةٍ في كلّ وقتٍ، هدايتِه في تفكيرِه هدايتِه في كلامِه هدايتِه في ذهابه وإيابه وخروجِه ومَدخَلِه.
فإنّ كلّ الأمورِ تنقسمُ إلى حقٍّ وباطلٍ، وفيها الواجبُ والمُستَحَبُّ والحرامُ والمكروهُ والتّصرّفاتُ، وكذلك الاعتقاداتُ، الاعتقادات فيها حقٌّ وباطلٌ، فالعبدُ فقيرٌ إلى هدايةِ ربّه، نعم كلامٌ طيّبٌ، نعم سيبيِّنُ وجهَ ذلك.
 
– القارئ: أحسن الله إليكم، فَإِنَّهُ بَين أُمُورٍ لَا يَنْفَكُّ عَنْهَا؛ أَحدهَا: أُمُورٌ قد أَتَاهَا على غير وَجهِ الْهِدَايَة جهلاً فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى أَن يطْلب الْهِدَايَة إِلَى الْحقّ فيها.
– الشيخ:
بالعلم نعم
– القارئ: أحسن الله إليكم. أو يكونَ عَارِفًا بالهداية فِيهَا فَأَتَاهَا على غير
– الشيخ:
أو يكونُ عارفاً؟
– القارئ: أَو يكون عَارِفًا بالهداية فِيهَا
– الشيخ:
يعني يعلم مُوجَب الشّرع في هذه المسائل، نعم.
– القارئ: أحسن الله إليكم، فَأَتَاهَا على غير وَجههَا عمداً، فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى التَّوْبَة مِنْهَا. أَو أُمُور..
– الشيخ:
فهو محتاجٌ إلى التّوبة وذلك لا يكونُ إلا بتوفيقِ الله، وكأنّه يقول: اهدني يعني وفِّقني للتوبة، لأنّها من أنواعِ هدايةِ اللهِ للعبدِ أنْ يهديَه للتوبةِ ويوفّقَه، نعم.
– القارئ: أَو أُمُورٍ لم يعرف وَجهَ الْهِدَايَة فِيهَا علماً وَلَا عملاً، فأتتهُ الْهِدَايَة إِلَى علمهَا ومعرفتِها وَإِلَى قَصدِهَا وإرادتِها وعملِها.
– الشيخ:
أي
– القارئ: أَو أُمُورٍ قد
– الشيخ:
لا لا أعِد
– القارئ: أَو أُمُورٌ لم يعرف وَجه الْهِدَايَة فِيهَا
– الشيخ:
أو أُمورٌ
– القارئ: لم يعرف
– الشيخ:
شوف [انظر] الأول العطف على ايش [ماذا]؟  أول كذا.
– القارئ: أو يكون عارفاً بالهداية
– الشيخ:
لا لا الأول أول
– القارئ: أحدُها أمورٌ قد أتاها على غيرِ وجهِ الهِداية
– الشيخ:
أحدُها طيّب بعده، أحدهُا ايش أحدها؟
– القارئ: أُمُورٌ قد أَتَاهَا على غير وَجه الْهِدَايَة جهلاً فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى
– الشيخ: بعده بعده
– القارئ: أَو أُمُورٌ لم يعرف وَجه الْهِدَايَة فِيهَا علماً
– الشيخ:
بعدَه بعدَه روح للأخير
– القارئ: أَو أُمُورٌ قد هُديَ إِلَيْهَا من وَجهٍ دونَ وَجهٍ، فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى تَمام الْهِدَايَة فِيهَا. أَو أُمُورٌ قد هُدي إِلَى أَصْلهَا دونَ تفاصِيلها فَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى هِدَايَة التَّفْصِيل. أَو طَرِيقٌ قد هُدي أليها وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى هِدَايَةٍ أُخْرَى فِيهَا، فالهدايةُ إِلَى الطَّرِيق شَيْءٌ وَالْهِدَايَةُ فِي نفس الطَّرِيقِ شَيْءٌ آخر، ألَا ترى أَنّ الرجلَ يعرفُ أَنّ طَرِيقَ الْبَلَدِ الْفُلَانِيّ هُوَ طَرِيقُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِن لَا يُحسنُ أَن يسلُكَه فَإِنّ سلوكَه يحْتَاجُ إِلَى هِدَايَةٍ خَاصَّةٍ فِي نفس السّلوك.
– الشيخ:
اللهُ أكبرُ، هذا في السّلوكِ الطبيعيّ أو الطّريقِ الحِسّي، وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ[القصص:22]، توجّه هو عرفَ الوِجهةَ هو راحَ إلى مَدينَ يعرفُ الوِجهةَ ومع ذلك سألَ ربَّه أن يهديَه ﴿سَوَآءَ ٱلسَّبِيل﴾ الطريقَ الوَسَطَ المُوصِلَ حتى لا ينحرفَ، نعم.
 
– القارئ: أحسن الله إليكم، فَإِنّ سلوكَه يحْتَاجُ إِلَى هِدَايَةٍ خَاصَّةً فِي نفسِ السّلوك، كالسّير فِي وَقت كَذَا دونَ وَقتِ كَذَا، وَأخذِ المَاءِ فِي مَفَازة كَذَا مِقْدَار كَذَا، وَالنُّزُولِ فِي مَوضِع كَذَا دون كَذَا، فَهَذِهِ هِدَايَةٌ فِي نفس السّير قد يُلهِمُها من هُوَ عَارِفٌ بِأَنّ الطَّرِيقَ هِيَ هَذِه فَيهْلك وَيَنْقَطِع عَن الْمَقْصُود.
– الشيخ:
لا لا، ايش؟
– القارئ: فَهَذِهِ هِدَايَة فِي نفس السّير قد يُلهِمُها
– الشيخ:
لا
– القارئ: أو كأنّه
– الشيخ:
يُهمِلُها
– القارئ: أحسن الله إليكم
– الشيخ:
قد يُهمِلُها، عندك ايش؟
– القارئ: يُلهِمُها
– الشيخ:
يُلهِم؟
– القارئ: أي نعم
– الشيخ:
لا، يُهمِل
– القارئ: فهذه هدايةٌ في نفسِ السّير
– طالب: [….]
– الشيخ:
عندك؟
– طالب: أي يُهملها
– الشيخ:
[….] ما رديت؟! زين، نعم
 
– القارئ: فَهَذِهِ هِدَايَة فِي نفس السّير قد يُهمِلُها من هُوَ عَارِف بِأَن الطَّرِيق هِيَ هَذِه فَيهْلك وَيَنْقَطِع عَن الْمَقْصُود. وَكَذَلِكَ أَيْضاً ثَمَّ أُمُورٌ قد يحْتَاج إِلَى أَن يحصل لَهُ فِيهَا من الْهِدَايَة فِي الْمُسْتَقْبل مثلَ مَا حصلَ لَهُ فِي الْمَاضِي. وَأُمُورٌ هُوَ خَالٍ عَن اعْتِقَاد حقٍّ أَو بَاطِلٍ فِيهَا فَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى الهِدَايَة والصَّوَابِ فِيهَا. وَأُمُورٌ يعْتَقدُ أَنّه فِيهَا على هدى وَهُوَ على ضَلَالَة وَلَا يشْعر، فَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى انْتِقَالِه عَن ذَلِك الِاعْتِقَاد بهدايةٍ من الله. وَأُمُورٌ قد فعلهَا على وَجه الْهِدَايَة وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى أَن يهدي غَيرَه إِلَيْهَا ويرشدَه وينصحَه، فإهمالُه ذَلِك يفوّتُ عَلَيْهِ من الْهِدَايَة بِحَسَبِهِ كَمَا أَنّ هدايتَه للْغَيْر وتعليمَه ونصحَه يفتحُ لَهُ بَاب الْهِدَايَة.
– الشيخ:
الله أكبر
– القارئ: فَإِنّ الْجَزَاءَ من جنسِ الْعَمَلِ، فَكلّما هَدَى غَيرَه وَعلَّمَه هداهُ اللهُ وَعلَّمَه، فَيصيرُ هادياً مهدياً، كَمَا فِي دُعَاء النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره: "اللَّهُمَّ زيّنّا بزينةِ الْإِيمَانِ واجعلنا هداةً مهتدين غيرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضلّين سِلَّماً.
– الشيخ: سِلْماً سِلْماً
– القارئ: سِلْماً لأوليائِكَ حَربًا لأعدائِك نُحبّ بحبّكَ من أحبّكَ ونعادي بعداوتك من خالَفَك". وقد أثنى الله سبحانه
– الشيخ: إلى هنا بس [فقط] .
– القارئ:
أحسن الله إليك.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :