الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد، أمَّا بعد:
فإنَّ هذه الجماعة التي في البيتِ ليسَ لها حكم الجماعة التي تُقام في المسجد مِن حيث الفضيلة ووجوب الحضور؛ فإنَّ الجماعة التي يجبُ حضورها هي التي يُنادَى لها في المساجد، والجماعةُ في البيتِ لا يُنادَى لها، قالَ للأعمى: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قالَ: نعم، قالَ: «فَأَجِبْ» رواه مسلم، وفي صحيح مُسلم أيضًا عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ».
ومع هذا فإنّي أقولُ للسَّائل: إنَّ صلاتكَ في البيتِ مع الجماعة -والدكَ وإخوانكَ- أفضلُ مِن صلاتكَ وحدكَ؛ لقوله : «صَلاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلاتُه مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ ، وَمَا كثرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تعالى» رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، والله أعلم.
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 8 شعبان 1441 هـ