الرئيسية/فتاوى/قول اللهم إني أسألك بحق المحامد كلها وأسألك بحق ذكرك
share

قول اللهم إني أسألك بحق المحامد كلها وأسألك بحق ذكرك

السؤال :

قول القائل: "اللهمَّ إنّي أسألكَ بحقّ المحامدِ كلّها، وأسألكَ بحقّ ذكركَ أو أسألكَ بحقّ شكرك"، ما صحة هذا الكلام؟

 

الحمدُ لله؛ هذا لا نعرفه مأثورًا، وقوله: "بحق المحامد كلها" هذا لفظ مجمل، فيحتمل أن يكون المعنى: بحقّ حمدي إليكَ، أو بحقّ حَمْد العباد لك، والاحتمالُ الثَّاني أن يكون بمعنى: بحقّ ما اتصفتَ به مِن المحامد والصفات الحميدة، فهو كلامٌ مجملٌ وليس بمستقيم، وإذا لم يكن مأثورًا كان تخصيصه وإنشاؤه بدعة، على اعتبار أن له خصوصية أو ميزة.

وقوله: "وأسألكَ بحقّ ذكركَ" هذا يشبه ما قاله أهلُ العلم في توجيه الحديث الذي جاء في السنن، وهو: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذا) [1] قال أهل العلم في التوجيه:

أولًا: أن الحديث فيه عطية العوفي، وهو ضعيف [2] . ثانيًا: مِن جهة المتن يمكن تخريجه؛ فإنّ "حق السائلين" هو الإجابة، و"حق الماشين" هو الإثابة، هكذا تأولوه [3] ، هذا إذا أراد الدَّاعي به التَّوسل، أما إذا أرادَ به القسم، فهذا فيه نظرٌ مِن جهة أنَّه لا يجوزُ الإقسام على الله، وما دام أنَّ اللفظ محتمل فلا ينبغي الإتيان به. والله أعلم.

 

أملاه :

عبدُ الرَّحمن بن ناصر البرَّاك

حرر في 4 ذي القعدة 1441هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 – أخرجه أحمد (11156)، وابن ماجه (778)، والطبراني في الدعاء(421) من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك". وهذا سند ضعيف من وجهين:

الأول لضعف عطية العوفي وتدليسه قال الذهبي" مجمع على ضعفه " المغني في الضعفاء (2/436 رقم 4139) وقال ابن حجر: " ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح "طبقات المدلسين (ص50 رقم122) قال مسلم بن الحجاج قال أحمد وذكر عطية العوفي فقال هو ضعيف الحديث ثم قال بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد. ينظر: المجروحون لابن حبان (804).

والثاني: فضيل بن مرزوق وهو الرقاشي وثقه جماعة وضعفه آخرون قال ابن حبان " منكر الحديث جدا، كان ممن يخطىء على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات " المجروحون (15/210 رقم 867 ) وضعفه الألباني في الضعيفة (24).

2 – ضعَّفه هشيم، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، أبو حاتم ، والنسائي، والجوزجاني، وابن عدي، وأبو داود، وابن حبان، والساجي غيرهم  ينظر: التهذيب (رقم 414) ونقل الإجماع على تضعيفه _كما تقدم- الذهبي في المغني في الضعفاء (2/436 رقم 4139).
3 – ينظر: التوسل والوسيلة ت الأرناؤوط (ص216-217)، واقتضاء الصراط المستقيم (2/323)، ومختصر الفتاوى المصرية (ص196)، ومجموع الفتاوى (27/133)، والدرر السنية (2/160)، (10/263) والتوسل أنواعه وأحكامه (ص98).