الرئيسية/فتاوى/صحة أثر ابن عمر الله أكبر كبيرا عدد الشفع والوتر
share

صحة أثر ابن عمر الله أكبر كبيرا عدد الشفع والوتر

السؤال :

: ما صحة ما جاء عن ابن عمر: "مَنْ قَالَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، عَدَدَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ، وَكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الطَّيِّبَاتِ الْمُبَارَكَاتِ، ثَلاثًا، وَلا إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ، كُنَّ لَهُ فِي قَبْرِهِ نُورًا، وَعَلَى الْجِسْرِ نُورًا، وَعَلَى الصِّرَاطِ نُورًا حَتَّى يُدْخِلْنَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ"؟ جزاكم الله خيرا.

 

 

الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أما بعد:

فهذا أثرٌ عظيمُ المعنى رواه ابن أبي شيبة [1] عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا مسعر، عن محمد بن عبد الرَّحمن، عن طيسلة، عن ابن عمر، موقوفًا عليه، وصحَّح كثيرٌ مِن أهل الحديث إسناده، [2] وإذا صحَّ عن ابن عمر فله حكمُ  الرَّفع؛ لأنَّه ليس مما يُقال بالرأي، ولكن المشكل أنَّ المصنفين في الحديث مِن أهل السُّنن والمسانيد، والمصنّفين في الأذكار لم يَروُوه -فيما رأينا- ولم يذكروه، وبهذا يصير هذا الأثر مِن الغرائب، وإعراضُ الأكثرين عنه يوجبُ التَّوقف في ثبوته، وفي العمل به، ومما يزيدُ الإشكال فيه غرابة متنه؛ لأنَّ فيه: "مَن قال دُبر كلّ صلاة"، وهذا يعمّ الفرض والنَّفل، ولم يأتِ -فيما أعلم- مثل هذا في أيِّ ذكرٍ مِن أذكار الصَّلاة، وكذلك ضبط عدده بالشَّفع والوتر لا نظير له في الأذكار المعدودة.

ولِما ذكرتُ مِن إعراض أئمة الحديث عنه والمصنفين في الأذكار فإنّي لا أرى العمل به، ثم إني وقفتُ بعد إملاء ما مضى على كلام الشَّيخ المحدِّث عبد الله بن عبد الرحمن السعد -وفقه الله- على هذا الأثر، وخلاصة كلامه أنَّ الأثر ليس بالقوي، قال الشَّيخ: "لا أقول: إنَّه ضعيف، ولكنَّه غريب السند والمتن"، ومِن جملة ما لحظه الشيخ عبد الله أنَّ أشهر الآخذين عن  ابن عمر -رضي الله عنهما- لم يرووا هذا الأثر عنه مع أهمية موضوعه، كابنه سالم، ونافع، وهذا ملحظٌ مهم، وأنا أقول: إنَّ فيما صحَّ عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- غنية عن الأثر المذكور، والله أعلم.

 

 أملاه:

عبد الرحمن بن ناصر البراك

3 رجب 1442 هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 في المصنف -ط إشبيليا- (31219).
2 استشهد بن ابن رجب في التكبير دبر الصلوات وحسنه السيوطي وعلاء الدين علي المتقي. ينظر: فتح الباري لابن رجب (7/397-398) والجامع الكبير للسيوطي (21/91)، وكنز العمال (4967).