الرئيسية/فتاوى/هل يؤمر الطفل المعاق بالصلاة والصوم
share

هل يؤمر الطفل المعاق بالصلاة والصوم

السؤال :

طفلٌ معاقٌ عمره ١٠ سنوات (غير قادر على المشي والحركة، غير قادر على الكلام بشكل واضح "ثقل باللسان")، العقل سليم والفهم سليم والسمع سليم والنظر سليم، الطفل لا يستطيع الحركة أبدًا وهو يلبس الحفاظة ولا يستطيع حتى الأكل، هل يُؤمر بالصلاة في هذا العمر، وكيف يمكنه أداء الصلاة؟ وهل يجمع الصلوات التي يمكن جمعها؟ وهل يؤمر بالصيام؟ فضلًا ماهي الأحكام التي تخص حالته؟

نظرة عامة عن المرض:

مرض حثل المادة البيضاء المتبدل اللون، هو اضطراب وراثي نادر يتسبَّب في تراكم المواد الدهنية في الخلايا، وخاصةً في المخ والحبل النخاعي والأعصاب المحيطية، وينتج هذا التراكم عن نقص الإنزيم الذي يساعد في تكسير مواد دهنية تسمى الكبريتيدات. كما يفقد الدماغ والجهاز العصبي وظيفته بشكلٍ تدريجي، بسبب تلف المادة التي تغطي الخلايا العصبية (المايلين) وتحميها.

الأعراض: يؤدي تلف الميالين الواقي الذي يغطي الأعصاب إلى تدهور تدريجي في وظائف المخ والجهاز العصبي، بما في ذلك:

  • فقدان القدرة على الإحساس، مثل: اللمس والألم والحرارة والصوت.
  • فقدان مهارات الإدراك والتفكير والحفظ.
  • فقدان المهارات الحركية، مثل: المشي والحركة والتحدث والبلع.
  • تصلب العضلات وتيبّسها وضعف وظائف العضلات والشلل.
  • فقدان وظيفة المثانة والأمعاء.
  • مشكلات المرارة، العمى، فقدان السمع، النوبات المرضية.

 

الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمد، أما بعد:

فمَن هذه حاله ذكر العلماء نظيره في بعض المرضى، وهو المريض العاجز عن جميع أعمال الصَّلاة القوليَّة والفعليَّة؛ فمِن العلماء مَن يقول: إنَّ هذا لا تجب عليه الصَّلاة أصلًا، وقال بعض أهل العلم: إنه قادر على الصَّلاة بالنيَّة؛ فينوي الركوع والسجود، وينوي ما يقال بقلبه مادام عقله معه، فعليه أن يؤدي من واجبات الصلاة ما يستطيع، وهو قادر على ذلك بالنيَّة، فيصلي حسب استطاعته، ويجمع إن كان الجمع أرفق به. [1]

وهذا المسؤول عنه ذكرتم في السؤال أن الفهم سليم، والنظر سليم، والسمع سليم، وهذا يقتضي أنه يمكن تعليمه؛ لأن طريق التعليم السمع، وهو يدرك ما يلقى إليه؛ لسلامة عقله، وكذلك يمكن تعليمه بالفعل؛ لسلامة نظره، فهذه المدارك الثلاثة: السمع والبصر والفؤاد هي طريق تحصيل العلم، كما قال تعالى: وَاللَّهُ ‌أَخْرَجَكُمْ ‌مِنْ ‌بُطُونِ ‌أُمَّهَاتِكُمْ ‌لَا ‌تَعْلَمُونَ ‌شَيْئًا ‌وَجَعَلَ ‌لَكُمُ ‌السَّمْعَ ‌وَالْأَبْصَارَ ‌وَالْأَفْئِدَةَ ‌لَعَلَّكُمْ ‌تَشْكُرُونَ [النحل: 78] ، بل هذا المسؤول عنه أحسن حالًا من المريض الذي يذكره العلماء، ويقول كثير من العلماء بسقوط الصَّلاة عنه، وقال آخرون بوجوب الصلاة بالنيَّة، كما تقدَّم، وأمَّا الصيام فيجب عليه إن كان لا يضرّه، فإن صامَ وإلا أطعم عنه؛ لأنه ميؤوس من زوال علّته، نسأل الله أن يلطف به، ويعين من يرعاه. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 19 رمضان 1444هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 ينظر: المجموع شرح المهذب (3/206)، والمغني (2/576).