هذه فيها خلافٌ بينَ أهلِ العلم، وبعضُهم يقولُ: مِّنكُمْ يعني: مِن المجموعِ، مِن مجموعِ الجِنِّ والإنسِ، ويقولُ بعضُهم: مِن الإنسِ رسلٌ، الرّسلُ مِن الإنسِ، ومِن الجنِّ نُذُرٌ، نُذُرٌ منهم، كما في آية الأحقافِ: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ.. [الأحقاف:30،29] فهؤلاءِ نُذرٌ، لا إله إلا الله.
وظاهرٌ مِن القرآنِ أنَّ رُسُلَ الإنسِ هم رُسُلُهُم، هذا ظاهرٌ في موسى وفي محمّد، أنَّهما مُرْسَلانِ إلى الجميعِ، ولهذا نقولُ: "إنَّ محمّدًا -صلى الله عليه وسلم- مُرسَلٌ إلى الثَّقَلِين؛ الجِنّ والإنس".
ولكن كلٌّ عليهِ أنْ يعملَ من الشّريعةِ بما يناسِبُ طبيعتَهُ وحالتَهُ، فللرجالِ مِن الإنسِ أحكامٌ، وللنّساءِ أحكامٌ، وللجِنِّ أحكامٌ تُناسِبُ حالَهم، ولكن الجميعُ مُكَلَّفٌ، الجميعُ مأمورونَ بالتّوحيدِ: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] والرُّسلُ يقولونَ لأممِهم مِن الجنِّ والإنسِ: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59] .
■المباحث والإختيارات
■المختارات