الرئيسية/المقالات/قصة وأبيات للشيخ عبدالرحمن البراك مع الإمام ابن باز
sharefile-pdf-ofile-word-o

قصة وأبيات للشيخ عبدالرحمن البراك مع الإمام ابن باز

 

كنتُ في السّنينَ الأخيرةِ مِنْ حياةِ الشَّيخِ ابنِ بازٍ -رحمهُ اللهُ- أحضرُ الدَّرسَ الذي كانَ يقيمهُ في مسجدِ "سارة" القريبِ مِن منزلهِ بينَ المغربِ والعشاءِ، فتأخَّرَ الإمامُ ذاتَ يومٍ فصلَّى بِنَا الشَّيخُ -رحمهُ اللهُ- صلاةَ المغربِ، وقرأَ سورةَ "الأعلى" بذلكَ الصّوتِ المؤثّرِ فعادَ بذاكرتي إلى أيامِ الدّراسةِ عندهُ في "الدّلم"، وكانَ -رحمهُ اللهُ- هو إمامُ المسجدِ الذي تُقامُ فيهِ دروسُهُ، وكانتِ الدّروسُ التي بعدَ الفجرِ تُقامُ في أيامِ الشّتاءِ في خلوةِ المسجدِ، فيأتي الشَّيخُ يُصلّي بنا صلاةَ الصّبحِ ويتلو القرآنَ بترنّمٍ وترتيلٍ، فكانَ لتلاوتهِ وقعٌ على قلوبِ المصلّينَ، وكانَ -رحمهُ اللهُ- يُقيمُ درسًا قبلَ صلاةِ العشاءِ في التَّفسيرِ بينَ الآذانِ والإقامةِ، يقرأُ عليهِ فيهِ الشَّيخُ عبدُالرَّحمنِ ابنُ جلَّال تفسيرَ ابنِ كثيرٍ، وكانَ ابنُ جلَّال يترنَّمُ في قراءتهِ، وكانَ ذا صوتٍ شجيٍّ، فكانَ هذا الدَّرسُ ممتعًا يَزِينهُ الشَّيخُ ابنُ بازٍ بتعليقاتهِ الفياضةِ بالبيانِ، فعبَّرتُ عن هذا الموقفِ بهذهِ الأبياتِ التي جادتْ بِها قريحةُ مَن ليسَ بشاعرٍ لشدَّةِ ضغطِ الموقفِ في يومِ الأربعاءِ الثَّاني عشرَ مِن شهرِ شوالٍ مِن العامِ السَّابعِ عشرَ بعدَ الألفِ وأربعِمئةٍ، رحمَ اللهُ شيخنَا وزملاءَنا، وعبدَالرَّحمنِ ابنَ جلَّال، وسبحانَ ذي العزّةِ والجلالِ. 

 

أثارَ في النَّفسِ صوتُ الشَّيخِ أشجانا                 وعـادَ للذِّهـنِ ذكـرى الدَّرسِ أزمـانـا

أيَّـــامَ كنَّــا بأرضِ الخــرجِ في دلمٍ                  ونسمعُ الشَّــيخَ يتلــو الوحـيَ قرآنا

في خلــوةٍ في زمـانِ البـردِ يجمعُنـا                    صـلاتُنا وحضــورُ الدَّرسِ إخــوانا

ولســــتُ أنســـــى ترانيمًا تلذُّ لنَا                  مِـنِ ابنِ جـلَّالِ للصَّوتِ الذي زانا

قـدْ كــانَ يقــرأُ تفسيرًا يُـبـيِّـنـهُ                    سماحـةُ الشَّــيخِ بالتَّعليـقِ أحيـانا

 

قال ذلك:

عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في يوم الخميس الموافق 22 ربيع الثاني 1441 هـ