الرئيسية/شروحات الكتب/المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية/(62) باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(62) باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

التَّعليق على كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيميَّة

الدَّرس: الثَّاني والستون

***      ***      ***

 

– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، قالَ الإمامُ مجدُ الدِّينِ عبدُ السلامِ ابنُ تيميةَ الحرَّانيّ رحمَه اللهُ تعالى في كتابِهِ: "المنتقى في الأحكامِ الشرعيةِ مِن كلامِ خيرِ البريةِ صلى الله عليه وسلم":

بَابُ جَوَازِ عَقْدِ التَّسْبِيحِ بِالْيَدِ وَعَدِّهِ بِالنَّوَى وَنَحْوِهِ

– الشيخ : لا إله إلا الله، مضمونُ هذه الترجمةِ أنَّ التسبيحَ إذا أراد الإنسان أن يُسبِّح التسبيح الذي يكونُ بعد الصلاة، أو في أيِّ وقتٍ آخر يريدُ يَعُدُّ ما وردَ فيه عددٌ خاصٌّ، مثل: (مَنْ قَالَ في يومٍ كذا: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ)، و(مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ في يومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ..)، فيجوزُ أن يَعُدَّها بأصابعِه، أو يعدُّها بحُصَيَّات أو نَوَى لا بأس بذلك، يعني جائز، هذا وهذا، إن شاء عدَّها بيدِه بأصابعِه بأن يَعقِد أصابعِه واحد اثنين ثلاثة كذا، وإن شاء عدَّها بأشياء يَضُعُها، كالنَّوى أو حُصَيَّات، أو إنسان يقتني سبحة مثلاً، بعض الناس يقتني سبحة يتسلَّى بها يحركُها، فلو أنه عَدَّ التسبيحَ بها لا بأس، لكن لا يتعبَّد بحملِ السّبحة كما يفعل جَهَلَةُ الصوفية، تكون السّبحة سبحةً طويلةً، فيها تسع وتسعين مِن الحَبَّاتِ والخَرَز، وتجدُ أحدهم يُعلِّقُها على كتفِهِ هذه السَّبحة، هذا مِن التظاهرِ بالصلاح والتظاهر بكثرة التسبيح.

– القارئ : "عَنْ يُسَيْرَةَ

– الشيخ : ما أدري أيش يقول؟ الاسم

– طالب: "بُسَيْرَةَ" عندي

– الشيخ : تصغير "بُسْرة"؟

– طالب: لا، لا، "بُسيرة"

– القارئ : الذي عندي: "يُسيرة"

– الشيخ : بياء؟

– القارئ : نعم، بياء

– الشيخ : "يُسيرة" عجيب! هذا الاسم لا، "عَن يُسيرة"؟

– القارئ : نعم، "يُسيرة".

– الشيخ : ها، ها، نشوف.

– القارئ : وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ

– الشيخ : "يُسيرة

– القارئ : نعم

– الشيخ : والله، كأنها الياء والباء كأنها

– طالب: الباء، النسخةُ التي عندي بالباء "بُسيرة"

– الشيخ : أشبَه، هذا أشبَه، "بُسيرة" لأن فيه [يوجد] بُسْرَة، فيسمُّون "بُسْرَة" و"بُسيرة" صح. في "بُسرة" وفي "بُسيرة"، لا الأشبَهُ أنَّها بُسيْرَة، اقرأ بالباء.

 

– القارئ : قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ وَلَا تَغْفُلُنَ فَتُنْسَيينَ الرَّحْمَةَ

– الشيخ : سبحان الله!

– طالب: "فتُنْسَيْنَ"

– الشيخ : عندك "تُنْسَيْنَ"؟

– طالب: نعم

– الشيخ : بضم التاء؟

– طالب: أي نعم

– طالب: عندي: "فتَنْسين"

– الشيخ : بفتح التاء؟

– طالب: نعم.

– طالب: الذي عندي مسكونة.

– الشيخ : أيش التاء؟

– طالب: إي نعم، سكون.

– الشيخ : أين السكون؟

– طالب: لا، على النون.

– الشيخ : أي، "فَتَنْــ"، لا التاء الكلام التاء، نعم (فَتَنْسَيْنَ الرحمة).

– القارئ : وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ

– الشيخ : وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ يعني: التسبيحُ والتهليلُ بالأناملِ.

– القارئ : فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُد.

– الشيخ : أحمد والترمذي وأبو داوود.

– طالب: أحسن الله إليك، يُسَيرة، ويُقالُ أُسَيْرَة أمُّ ياسر الأنصارية.

– الشيخ : بالياء عندك؟

– طالب: نعم.

– الشيخ : أيش يقول؟

– طالب: في تهذيبِ الكمالِ وتهذيبِ التهذيبِ "يُسَيْرَة"

– الشيخ : أحسنت، أيش يقول؟ اقرأ اقرأ كلامه

– طالب: يُسيرة ويُقال: أُسَيْرَة

– الشيخ : أُسَيْرَة؟

– طالب: نعم، أو "يُسَيْرَة" كذا مضبوطة يعني

– الشيخ : إي يقول؟

– القارئ : في تقريبِ التهذيبِ ضبَطَها يقولُ: يُسَيْرَة بالتصغيرِ.. ويُقال أَسيرة بألفِ

– الشيخ : يعني بالهمزةِ أُسيرة، يعني اللفظُ الأولُ بالياءِ المضمومةِ مُصَغَّرة، يُسَيْرَة، والثاني أَسَيرة بالهمزةِ، تصير مِن الأَسْرِ، مِن الأَسر، طيب الحمد لله، جزاكَ الله خيراً، أقول: أحسنتم، مراجعةٌ طيبة.

– القارئ : يقول: أمُّ ياسر صحابيةٌ مِن الأنصارياتِ، ويُقالُ من المهاجراتِ، والله أعلم.

– الشيخ : باركَ الله فيكما جميعاً.

 

– القارئ : وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: "أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ، فَقَالَ: (أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاَللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَعَنْ صَفِيَّةَ قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا فَقَالَ: (لَقَدْ سَبَّحْت بِهَذَا؟ أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْت بِهِ؟) فَقَالَتْ عَلِّمْنِي قَالَ: (فقُولِي: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. انتهى الباب

– الشيخ : لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، سبحان الله وبحمده، اقرأ تعليق الشوكاني اقرأ، كلامه على الأول.

– القارئ : قالَ الشوكانيُّ رحمَه اللهُ في "نيلُ الأوطارِ" حديثُ يُسيرَة

– الشيخ : إي اقرأ.

– القارئ : قال: أَمَّا الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ فَأَخْرَجَهُ أَيْضًا الْحَاكِمُ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفهُ إلَّا مِنْ حَدِيثِ هَانِئِ بْنِ عُثْمَانَ، وَقَدْ صَحَّحَ السُّيُوطِيّ إسْنَادَ هَذَا الْحَدِيثِ.

وَأَمَّا الْحَدِيثُ الثَّانِي فَأَخْرَجَهُ أَيْضًا النَّسَائِيّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَأَمَّا الْحَدِيثُ الثَّالِثُ فَأَخْرَجَهُ أَيْضًا الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ السُّيُوطِيّ

وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ عَقْدِ الْأَنَامِلِ بِالتَّسْبِيحِ.

وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ ابْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: "رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ" زَادَ فِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُد وَغَيْرِهِ: "بِيَمِينِهِ".

وَقَدْ عَلَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ بِأَنَّ الْأَنَامِلَ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، يَعْنِي أَنَّهُنَّ يَشْهَدْنَ بِذَلِكَ فَكَانَ عَقْدُهُنَّ بِالتَّسْبِيحِ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ أَوْلَى مِنْ السُّبْحَةِ وَالْحَصَى.

وَالْحَدِيثَانِ الْآخَرَانِ يَدُلَّانِ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى وَالْحَصَى وَكَذَا بِالسُّبْحَةِ؛ لِعَدَمِ الْفَارِقِ؛ لِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِلْمَرْأَتَيْنِ عَلَى ذَلِكَ، وَعَدَمُ إنْكَارِهِ وَالْإِرْشَادُ إلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ لَا يُنَافِي الْجَوَازَ، وقَدْ وَرَدَتْ بِذَلِكَ آثَارٌ فَفِي جُزْءِ هِلَالٍ الْحَفَّارِ

– الشيخ : ما شاء الله، أسماء غريبة!

– القارئ : مِنْ طَرِيقِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُوضَعُ لَهُ نُطْعٌ ويجَاءٌ

– طالب: "وَيجَاءُ بِزِنْبِيلٍ"

– القارئ : وَإجَاءٌ بِزِنْبِيلٍ فِيهِ

– الشيخ : أيش؟

– القارئ : أَنَّهُ كَانَ يُوضَعُ لَهُ نُطْعٌ ويجاءٌ

– الشيخ : .. نَطع؟ طيب نَطْعٌ نَطعٌ بفتحِ النونِ

– القارئ : نطع وَإجَاءٌ بِزِنْبِيلٍ

– الشيخ : إِجَاء؟

– القارئ : نعم

– طالب: "ويُجاء"

– الشيخ : نعم، "ويجاء"

– القارئ : وَيُجَاءُ بِزِنْبِيلٍ فِيهِ حَصًى فَيُسَبِّحُ بِهِ إلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ يَرْفَعُ فَإِذَا صَلَّى أَتَى بِهِ فَيُسَبِّحُ حَتَّى يُمْسِيَ.

وَأَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبَا صَفِيَّةَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَكَانَ خَازِنًا قَالَتْ: فَكَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى.

وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِي أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ امْرَأَةٍ خَدَمَتْهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسَبِّحُ بِخَيْطٍ مَعْقُودٍ فِيها.

وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ خَيْطٌ فِيهِ أَلْفُ عُقْدَةٍ فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ.

وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ نَوًى مِنْ الْعَجْوَةِ فِي كِيسٍ فَكَانَ إذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يُنْفِذَهُنَّ.

وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ بِالنَّوَى الْمَجْمُوعِ.

وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ مِنْ طَرِيقِ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: (نِعْمَ الْمُذَكِّرُ السُّبْحَةُ).

– الشيخ : ما شاء الله! عن علي؟

– القارئ : نعم، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا

– الشيخ : مرفوعاً بعد؟

– القارئ : نعم، كذا يقول

– الشيخ : الله يرحمه جمَّع

– القارئ : وَقَدْ سَاقَ السُّيُوطِيّ آثَارًا فِي الْجُزْءِ الَّذِي سَمَّاهُ "الْمِنْحَةُ فِي السُّبْحَةِ".

– الشيخ : ما شاء الله! إي

– القارئ : وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ كِتَابِهِ: "الْمَجْمُوعِ فِي الْفَتَاوَى" وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَلَا مِنْ الْخَلَفِ الْمَنْعُ مِنْ جَوَازِ عَدِّ الذِّكْرِ بِالسُّبْحَةِ بَلْ كَانَ أَكْثَرُهُمْ يَعُدُّونَهُ بِهَا وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ مَكْرُوهًا انْتَهَى.

وَفِي الْحَدِيثَيْنِ الْآخَرَيْنِ فَائِدَةٌ جَلِيلَةٌ وَهِيَ أَنَّ الذِّكْرَ يَتَضَاعَفُ وَيَتَعَدَّدُ بَعْدَدِ مَا أَحَالَ الذَّاكِرُ عَلَى عَدَدِهِ وَإِنْ لَمْ يَتَكَرَّرْ الذِّكْرُ فِي نَفْسِهِ فَيَحْصُلُ مَثَلًا

– الشيخ : هذا يتعلّق بالحديث الذي فيه المعنى الذي أرشدَ إليه، (أَلَا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، وذلك أن تقولي: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وعَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ، وعَدَدَ مَا بَيْنَهما، وعَدَد ما هو خالق)، يقولُ الشوكاني: أنَّ الحديث يدلُّ على أن الذي قال: "سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ" أو قالَ: "عَدَدَ ما خلقَ"، أنه يصير لَه مِن الفضلِ والتسبيحِ بعدَدِهِ، بِعَدَدِ هذه المخلوقاتِ، هكذا يقولُ الشوكاني وهذا خلافُ ما حرَّرهُ وقرَّرهُ الإمامُ ابن القيم، وأنَّ هذا لا يقتضي أنَّ مَنْ قالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ" يكون مُسبِّحاً بهذا العدد، أنتَ سَبَّحْتَ: "سبحانَ اللهِ" وعديتَها ألف، هذا الذي قال: "سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ" أكثرُ منكَ بآلافِ مُؤَلَّفَةٍ، وملايين، وفيما قالَهُ الشوكانيُّ نظرٌ، واللهُ أعلم ما هو.

بل المعنى أنَّ الله يستحقُّ، مثل: (ربَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوات، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ)، يعني معنى ذلك: أنه تعالى يستحقُّ من الحمدِ والثناءِ والتسبيحِ هذا المقدار، يَستحقُّ من التسبيحِ والتقديسِ والتنزيهِ ما لا حَدَّ له.

وأما السُّبحة فكما ذكرتُ لكم: جائزةٌ إذا لم يتعبَّدُ الإنسان باقتنائِها واستصحابِها، فإنَّ اقتنائَها واستصحابَها يصيرُ بِدعةً، أمَّا لو كانَتْ عندَه سَبحة ويسبِّح بها أحياناً، أو يكون عندَه نوى ويعدُّ به فلا بأس، لا بأس من العدد.

وأمَّا حديثُ أبي صفيةَ المرفوع فلا أظنُّه يصحُّ مِن فعلِه عليه الصلاة السلام، ولعلَّه إنْ صحَّ إنْ صحَّ لعلَّهُ مِن فعلِ أبي صفية، أنه هو الذي كانَ يَتخذُ لَه حصىً ويعدُّ به، والنوويُّ [الشيخ يقصد الشوكاني] اعتمدَ على السيوطي وجمَّع كلَّ هذه الآثار التي لا ندري عنها، لا إله إلا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.

– طالب: هناك مَن يقولُ أنه بِدعة.. أقولُ السُّبحة بكر أبو زيد لَه مؤلَّف فيها.

– الشيخ : إي، أقول: التأليف الذي بحسبِ ما أدَّى إليه علمُه وفهمُه واجتهادُه، ولعلَّ الذين يُنكرونَ يُنكرون على مَن يتعبَّدُ باستصحابِها، لكن أنتَ لو كانَ معكَ سُبحة على طريقةِ بعضُ الزكرت التي تخرج سُبحة يتسلَّى بها ويتحرَّك بها سهلة، ثم سبَّح بها نقولُ ما يجوز تسبِّح بها؟ لا، جائز، لكن تتخذُ سُبْحَة لهذا الغَرَض وتَقْتَنِيهَا وتَسْتَصْحِبُهَا هذا هو الذي يتوجَّهُ القولُ بالبدعيةِ، لأنَّ هذا تَعَبُّدٌ بما لم يشرعْهُ الله، أو سبَّحتَ بحصى يعني تهيأ لكَ، حتى اقتناء حصى لهذا الغرضِ فيهِ نظرٌ، وهذه الآثارُ لا يُعوَّلُ عليها فيما يظهرُ، الله أعلم، مثل تلك المرأة التي عندها أيش؟ أربعة آلاف

– القارئ : نعم، يقول: أربعة آلاف.

– الشيخ : أربعة آلاف، لا بأس، ما ندري عنها، وكأنَّ الشوكاني كأنه يذهبُ إلى ما ذهبَ إليهِ السيوطيّ، واختيارُه هذه الآثارَ وحَشْدُهُ واستمدادُهُ مِن كتابِ السيوطي يُشعِرُ

– طالب: هو صرَّح به قالَ: وَالْحَدِيثَانِ الْآخَرَانِ يَدُلَّانِ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى وَالْحَصَى وَكَذَا بِالسُّبْحَةِ؛ لِعَدَمِ الْفَارِقِ

– الشيخ : إي السُّبحة لا بأسَ، ما نقول له شيئاً لو عَدَّ سبحة، لكن اقتناءُ سُبحةٍ والتظاهرُ بهذا، وقلتُ لكم: أن بعضَ جُهَّالِ الصوفية تجدونَهم وأنتم شفتوهم [رأيتمُوهم] في الحرَم وغيرِه معلِّقين السُّبحة هنا طويلة، تصلُ إلى هنا! سبحان الله!

– طالب: أحسن الله إليك، الترمذي ضعَّفَ حديثَ صفيةَ قولها أنها.. الترمذيُّ -أحسن الله إليك- قال: إسنادُهُ ليسَ بمعروفٍ

– الشيخ : يقول أيش؟ الترمذي؟

– طالب: عندما روى هذا الحديث قال: هذا الحديثُ الغريبُ لا نَعرفُهُ مِن حديثِ صفيةَ إلا مِن هذا الوجه، وليسَ إسنادُه بمعروفٍ

– الشيخ : إي خلاص، استرحنا منه، نعم بعده يا محمد باب أيش؟

– القارئ : أُكملُ الشرح؟

– الشيخ : لا، لا، بس يكفي..

– القارئ : قالَ رحمه الله: أَبْوَابُ مَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ وَمَا يُكْرَهُ وَيُبَاحُ فِيهَا.

بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ

– الشيخ : خلِّك، إلى هنا بس [يكفي] اليوم .

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الحديث وعلومه