بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تفسير الشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك / سورة ص
الدَّرس: الثَّامن
*** *** ***
– القارئ : أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ:
هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ [ص:49-54]
– الشيخ : إلى هنا، الله أكبر، نسأل الله مِن فضلِهِ، لَمَّا ذكرَ اللهُ جملةً مِن أصفيائهِ وأوليائهِ وأنبيائهِ داودَ وسليمانَ وأيوبَ وإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ وإسماعيلَ واليَسَعَ، الله أكبر، أتبعَ لكَ بذِكْرِ مَا أعدَّ اللهُ لأوليائِهِ مِن النبيينَ وسائرِ المؤمنينَ وهمْ الـمُتقون {هَذَا.. وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} لهمْ حُسْنُ، لهمْ الـمَآبُ والـمَرجع الحَسَن، يقولُ أهلُ اللغةِ: إنَّ هذا مِن إضافةِ الصفةِ للموصوفِ {هَذَا.. وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} ثمَّ فَسَّرَ هذا الـمَآبُ يعني الـمَرجِع الذي يرجعونَ إليهِ، فأولياءُ اللهِ يرجعونَ وينتهونَ إلى الجنةِ، هذا مُنْتَهَاهُم، مُنْتَهَاهُمُ الجنةُ؛ لِيقيموا فيها أبدَ الآبادِ، يا الله، يا الله.
{هَذَا .. وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} جناتُ عَدْنٍ يعني: جناتُ إقامةٍ، جناتُ عَدْنٍ يعني: جناتُ إقامةٍ، لا نَقْلَةَ منها ولا تَحُوُّلَ عَنها، جنةُ الخُلْدِ، جنةُ عَدْنٍ، دارُ الـمُقَامَة، دارُ مُقَامَة، أمَّا دارُ الدنيا -سبحان الله- فليستْ دارَ إقامةٍ، الدنيا ما هِيَ إلا مـَمَرٌّ، مرحلةٌ يـَمُرُّ بها الناسُ؛ لِيَأخُذوا فيها الزادَ، إمَّا الزادَ الذي يَنْجُون بِه أو زادٌ يشقونَ بِه، أعمالٌ، هذه دارُ العملِ، ودارُ الآخرةِ دارَ الجزاءِ.
{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} تُفْتَحُ لهم الأبوابُ؛ لِيَدْخُلوا فيها، فمَنْ كانَ مِن أهل الجهادِ، ومَن كانَ مِن أهل الصلاةِ يدخلُ مِن بابِ الصلاةِ، ومَنْ كانَ مِن أهل الصيامِ يدخلُ مِن بابِ الرَّيَّانِ، أبوابُ الجنةِ {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر:73] {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ}
{مُتَّكِئِينَ فِيهَا} مِن هيئاتِ حالِهم في الجنةِ أنْ يكونوا مُتَّكِئِينَ، هذه مِنْ هيئاتِ حالاتِهم التي تدلُّ على الارتياحِ والسرورِ، {مُتَّكِئِينَ فِيهَا} وجاءَ البيانُ في سُوَرٍ أخرى {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ} [الطور:20] {سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} [الواقعة:15] {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ} [الرحمن:54] جاءَ بيانُ هذا، فالقرآنُ يُفَسِّرُ بعضُهُ بعضاً.
{مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} يَدعونَ فيها يَطلبونَ ما شاءوا مِن الفاكهةِ فتأتيهم كيفَ شاءوا، النُّوع الذي طَلَبُوهُ، {بفاكهةٍ كثيرةٍ} موفورةٍ لا تنقطعُ {وَشَرَابٍ} مِن أنواعِ الشَّرابِ، شرابٌ مِن ماءٍ أو مِن لَبَنٍ أو مِن خمرٍ أو مِن الرحيقِ أو مِن العَسَلِ ما شاءوا، أنواعُ الشَّرابِ، {يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ} في الآية الأخرى {بِكُلِّ فَاكِهَةٍ} [الدخان:55]
{يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ.. وَشَرَابٍ} لا إله إلا الله، وعندَهم الزوجاتُ، عندَهم أزواجُ، الحُورُ العِين، ومَنْ كانَ معَهُنَّ مِن المؤمناتِ، فأزواجُ أهلِ الجنةِ صِنْفانِ: الحورُ التي خَلَقَهُنَّ اللهُ في الجنةِ أزواجاً للمؤمنينِ، وكذلكَ مَنْ يُزوَّجْنَ مِن المؤمناتِ، فالمؤمناتُ يُزَوّجْنَ في الجنةِ، كيفَ شاءَ الله، وكما تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ، مَن كانَ له زوجٌ في الدنيا وهِيَ أهلُهُ جمعَ اللهُ بينهما وزوَّجَهُ منها وقَرَنَهُ بها، لا إله إلا الله.
{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} الطَّرْف: النَّظَرُ، لا يَتَعَدَّى نظرُهنَّ أزواجَهُنَّ، وهذه صفةُ مَدْحٍ في المرأة وفي الزوجةِ، أنَّها لا تَنظرُ لغيرِ زوجِها، ولا تَبْغِي بِه بَدَلاً، الله! {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}
بعضُ المفسرين يقول: {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} لأزواجِهِنَّ عليهِنَّ لحُسْنِهِنَّ، فأزواجُهُنَّ لا يَتطلَّعُون لِغيرهِنَّ، ولا ينظرونَ لِغيرهِنَّ، وكلٌّ مِن الـمَعْنَيَيْنِ حَقٌّ، فكلٌّ راضٍ: فَهَنَّ راضياتٌ بأزواجهنَّ مِن المؤمنين، وهمْ راضونَ بهنَّ {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}
{أَتْرَابٌ} يعني: على سِنٍّ واحدةٍ، كلهنَّ شبابٌ في غايةِ النَّضَارة والحُسْنِ، حورٌ، الحَوَرُ: شِدَّةُ بياضِ العَينِ معَ شدةِ السَّوَادِ معَ بياضِ البَدَنِ، هكذا فسَّرها العلماء. الحَوَرُ {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}
{هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ} هذا الذي وصفَه اللهُ هو الذي وعدَ اللهُ به المتقين في يومِ الحسابِ {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ} لَمَّا ذكرَه أشارَ إليه بإشارةِ القريبِ {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ}
{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} هذا تعبيرٌ عَن الخلودِ ودوامِ هذا النعيمِ، فلا تَحَوُّلَ عنه، ولا انقطاعَ له ولا فناءَ {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} مثل: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود:108] أيْ: غيرَ مقطوعٍ.
(تفسيرُ السعدي)
– القارئ : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِهِ أجمعين، قالَ الشيخُ عبدُ الرحمن السعدي رحمَه الله تعالى في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ}
– الشيخ : {هَذَا ذِكْرٌ} إيْ: أنا قلتُ: {هَذَا… وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ}، {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} لا إله إلا الله، إشارةٌ إلى ما تقدَّمَ مِن الآيات والقرآنُ كلُّهُ ذِكْرٌ، وقدِ افْتُتِحَتْ هذهِ السورةُ بقوله: {ص * وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص:1-2] فكلُّ السورةِ فيها تذكيرٌ وذِكْرٌ للمُصْطَفَينَ مِن عبادِ اللهِ {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ}
– القارئ : الآيات:
{هَذَا} أي: ذِكْرُ هؤلاءِ الأنبياءِ الصفوةِ وذكرُ أوصافِهم، {ذِكْرٌ} في هذا القرآنِ ذِيْ الذِّكْرِ، يَتذكَّرُ بأحوالِهم المتذكرونَ، ويشتاقُ إلى الاقتداءِ بأوصافِهم الحميدةِ الـمُقتدونَ، ويُعرَفُ ما مَنَّ اللهُ عليهِم بهِ مِن الأوصافِ الزكيةِ، وما نشرَ لهمْ مِن الثناءِ بينَ البَريةِ.
فهذا نوعٌ مِن أنواعِ الذِّكْرِ، وهو ذِكْرُ أهلِ الخيرِ، ومِن أنواعِ الذِّكرِ: ذِكْرُ جزاءِ أهلِ الخيرِ وأهلِ الشَّرِّ، ولهذا قال: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} ربَّهم، بامتثالِ الأوامرِ
– الشيخ : أيش؟
– طالب: أيْ: وأنَّ للمتقينَ ربَّهُمْ.
– القارئ : أنا عندي كذا على طولِ "ربِّهم"
– الشيخ : لا لا، أي كدا، صَوِّبْها، صَوِّبْهَا.
– القارئ : أيْ: وأنَّ للمتقينَ ربَّهم بامتثالِ الأوامرِ واجتنابِ النَّواهي، مِن كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، {لَحُسْنَ مَآبٍ} أي: لـَمَآبَاً حَسَناً، ومَرجِعَاً مُسْتَحْسَنًا.
ثمَّ فَسَّرَهُ وفَصَّلَهُ فقالَ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ} أيْ: جناتِ إقامةٍ لا يَبْغِي صاحبُها بَدَلًا منها مِن كمالِهَا وتمامِ نعيمِها، ولَيْسُوا بخارجينَ منها ولا بمُخرَجِينَ.
{مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ} أي: مفتحةً لأجلِهم أبوابُ منازلِها ومساكنِها، لا يحتاجونَ أن يُفتِّحُوها هُمْ، بلْ همْ مَخْدُومُونَ، وهذا دليلٌ أيضًا على
– الشيخ : يعني يشمَلُ أبوابَها التي يدخلونَ الجنةَ منها يشملُ أبوابَ مساكنِهم، {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ} وتدخلُ عليهم الملائكةُ {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:23-24].
– القارئ : وهذا دليلٌ أيضًا على الأمانِ التامٍّ،
– الشيخ : إي [يبتسم] يعني ما هو كحالِ الناسِ في الدنيا، يتخذونَ الأبوابَ لماذا؟ للأمنِ، لأنَّهم يخشونَ مِن العدوانِ عليهم، الأبوابُ تُغَلَّقُ، فهناكَ {لَا خَوْفٌ} [الأعراف:49] {فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} [الدخان:51] {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ} [الدخان:55] آمِنِينَ مِن كلِّ ما يُخافُ مطلقاً مطلقاً أمنٌ مطلقٌ، أمنٌ تامٌّ.
– القارئ : وأنَّه ليسَ في جناتِ عدنٍ ما يُوجِبُ أنْ تُغلَّقَ لأجلِهِ أبوابُها.
{مُتَّكِئِينَ فِيهَا} على الأرائكِ الـمُزَيَّنَاتِ،
– الشيخ : لا إله إلا الله، {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ}، سبحان الله! سبحان الله! لا إله إلا الله.
لكن هذا فيهِ دَلالةٌ على أنَّ لِتِلْكَ المساكنِ أبوابٌ، ولكن ليسَ المقصودُ مِن هذه الأبوابِ تحقيقٌ الأمنِ وحِفْظُ هذه المنازلِ والمساكنِ، يمكن أنْ تكونَ هذهِ الأبوابُ مِن جملةِ مَظَاهرِ الحُسْنِ والجَمَالِ في القصورِ، الأبوابُ فيها زينةٌ، فيها جمالٌ، إذاً فيها أبوابٌ، ويمكن أنَّها تَنْغَلِقُ وتنفتحُ وكذا الله أعلم، يعني ما نقولُ، لكنها مُفتَّحَةٌ مهيَّأةٌ.
– القارئ : والمجالسِ الـمُزْخْرَفَاتِ.
{يَدْعُونَ فِيهَا} أي: يَأمْرونَ خُدَّامَهُم، أنْ يَأتُوا {بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} مِن كلِّ ما تَشْتَهِيهِ نفوسُهم، وتَلَذُّهُ أعينُهُم، وهذا يَدُلُّ على كمالِ النعيمِ، وكمالِ الراحةِ والطمأنينةِ،
– الشيخ : يا الله ارزقْنَا الجنة يا رب
– القارئ : وتمامِ اللَّذةِ.
{وَعِنْدَهُمْ} مِن أزواجِهم الحورُ العينِ {قَاصِرَاتُ} طَرْفِهِنَّ على أزواجِهِنَّ، وطَرْفُ أزواجِهِنَّ عليهِنَّ، لجمالِهم كلِّهم، ومحبةِ كلٍّ منهما للآخرِ، وعدمِ طموحِهِ لغيرِهِ، وأنَّه لا يَبغِي بصاحبِهِ بَدَلاً ولا عنْهُ عِوَضًا {أَتْرَابٌ} أيْ: على سِنٍّ واحدةٍ، أعدلَ سِنِّ الشبابِ وأحسنَهُ وألَذَّهُ.
{هَذَا مَا تُوعَدُونَ} أيُّها المتقون {لِيَوْمِ الْحِسَابِ} جزاءً على أعمالِكم الصالحةِ.
{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا} الذي أوردْنَاهُ على أهلِ دارِ النَّعيمِ {مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} أي: انقطاعٌ، بلْ هو دائمٌ مستقرٌّ في جميعِ الأوقاتِ، مُتزايدٌ في جميعِ الآناتِ.
وليسَ هذا بعظيمٍ على الربِّ الكريمِ، الرؤوفِ الرحيمِ، البَرِّ الجوادِ، الواسعِ الغنيِّ، الحميدِ اللَّطيفِ الرحمنِ، الـمَلِكِ الدَّيَّانِ، الجليلِ الجميلِ الـمَنَّانِ، ذي الفضلِ الباهرِ، والكرمِ الـمُتَواتِرِ، الذي لا تُحْصَى نِعَمُهُ، ولا يُحاطُ ببعضِ بِرِّهِ. انتهى.
– الشيخ : انتهى، أحسنتَ، سبحان الله.