الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(7) الأصل الثالث “قوله الدليل الرابع في ايتي سورة النور”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(7) الأصل الثالث “قوله الدليل الرابع في ايتي سورة النور”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس السّابع

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة":
الدليل الرابع: في آيتي سورة النّور قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:30-31]
تعددت الدِلالة في هاتين الآيتين الكريمتين على فرض الحجاب وتغطية الوجه من وجوه أربعة مترابطة هي:
الوجه الأول: الأمر بغض البصر وحفظ الفرج من الرجال و النساء على حدٍّ سَواء في الآية الأولى، وصدر الآية الثانية وما ذاك إلا لعِظَم فاحشة الزنا، و أن غض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمنين في الدنيا و الآخرة، وأبعد عن الوقوع في هذه الفاحشة، وإن حِفظ الفرج لا يتم إلا ببذل أسباب السلامة والوقاية، ومن أعظمها غض البصر، وغض البصر لا يتم إلا بالحجاب التام لجميع البدن، ولا يرتاب عاقلٌ أن كشف الوجه سبب للنظر إليه والتلذذ به، والعينان تزنيان وزناهما النظر والوسائل لها أحكام المقاصد، ولهذا جاء الأمر بالحجاب صريحاً في الوجه بعده.
الوجه الثاني.
– الشيخ:
قد يقول قائل أيضاً: النساء أُمرن بغض البصر فهل هذا يقتضي احتجاب الرجال؟ معلوم ذلك لا يقتضي؛ ولكن يمكن أن نقول لتمام وتوضيح هذا الوجه الذي ذكره الشيخ أن الله لما أمر الرجال والنساء بغض البصر معلوم أن نظر الرجال إلى النساء هو الذي تقع فيه الفتنة كثيراً، ففتنة الرجال بالنساء أعظم من فتنة النساء بالرجال، ما قال الرسول إن أعظم فتنة على النساء الرجال، لا! بل قال: (ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرّجالِ مِن النّساء)
وهذ أمر معلوم فالأصل والأغلب أن الرجل هو الذي يطلب المرأة، وإن هذا في الجملة ونجد من يعني في كلام الناس شعر ونثر عن الجمال والتغزُّل إلا ما هو من الرجال بالنساء.
الآن الشيء الذي عليه التركيز هو إبراز فتنة المرأة فتنة المرأة وما يُكتب من القَصص عن الحب كلّه من أجل الإثارة إثارة الجنس من إثارة غريزة الرجل، فمفسدة نظر الرجال إلى النساء ما تندفع إلا بالحجاب، كيف يتأتّى؟ غض البصر تُراعى فيه مثلاً منظور فيه إلى الفجأة، سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفَجأة، فقال: (اصرفِ البصَر لكَ الأولى وليست لكَ الثّانية) فإذا قُدّر أن النساء غير محتجبات وهنَّ بكثرة وهنَّ مولعات بالزينة، فكيف يتأتّى الرجل أن يغض بصره؟ كيف؟ وهُنَّ يعني أمامه في كل موقع.
ففتنة لا بد من ملاحظة ذلك، فتنة الرجال بالنساء أعظم من فتنة المرأة بالرجل، أبداً فتنة المرأة هي الفتنة، كل الآن الجهود المفسدين مبذولة لإبراز فتنة المرأة صورتها وصوتها وجميع، والمرأة هي التي مولعة بالتزين والتصنُّع لكسب ودِّ الرجل وجلب نظره والرجل على الخفيف يعني. 
– القارئ: الوجه الثاني: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]
– الشيخ: لعلّك تقف على هذا.        
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله