الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(15) الأصل الثالث “قوله كما دلت الآيات والسنن على فرض الحجاب”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(15) الأصل الثالث “قوله كما دلت الآيات والسنن على فرض الحجاب”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الخامس عشر

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابهِ "حراسة الفضيلة ":
ثالثاً: القياسُ الجلي المُطرد: كما دلت الآيات والسُنَن على فرضِ الحجاب على نساءِ المؤمنين شاملاً ستر الوجهِ والكفين كسائرِ البدن والزينة وتحريمُ إبداءِ شيءٍ مِنْ ذلكَ بالسفور أو الحسور، فقد دلت هذه النصوصُ أيضاً بدليل القياس المُضطرد على سَتر الوجه والكفين، كسائرِ جميع البدن والزينة، وإظهاراً لقواعدِ الشرعِ المُطهّر الرامية إلى سدِّ أبواب الفتنة على النساء أنْ يُفتَّن أو يُفتتن بهن..

– الشيخ: أن يَفْتنَّ أو يَفْتَتِن كذلك؟
– القارئ: أحسنَ الله إليك أن يفتن أو..
– الشيخ:
أن يَفْتنَّ الرجال أو يَفْتَتن، عندك … بالتاء
– القارئ: الأولى حسب ما مشكولة عندي أن يفتن..
– الشيخ:
مالك شغل بالشكل، الثانية فيها التاء ولا الأولى؟
– القارئ: كلن فيهم تاء الثانية فيها مكررة الثانية أو يُفْتَتنَ بِهنَّ..
– الشيخ:
أو يُفْتَتنَ بِهنَّ؛ هذه واضحة؟
– القارئ: أي نعم
– الشيخ:
إذاً أن يُفْتنَّ الأولى …
– القارئ: الرامية إلى سدِّ أبوابِ الفتنة على النساء أن يُفتنَّ أو يُفْتَتن بِهنَّ، والراميةِ كذلكَ إلى تحقيقِ المقاصد العالية وحِفظِ الأخلاق الفاضلة مثل العفّة والطهارة والحياء والغَيرة والاحتشام وصَرفِ الأخلاق السَّافلة مِنْ عدمِ الحياء وموتُ الغيرة والتبذُّل والتعري والسُّفور والاختلاط، كما في قاعدةِ جَلبِ المصالحِ ودَرءِ المفاسد وقاعدة ارتكاب أدنى المَفسدتين لدفعِ أعلاهُما، وقاعدة ترك المُباح إذا أفضى إلى مَفْسدةٍ في الدين. ومِنْ هذه المُقايسات المُطرِدة الأمرُ بغضِّ البصر وحِفظ الفَرج وكشفِ الوجه أعظم داعيةً في البدنِ للنظر وعدم حِفظ الفرج، النهيُ عن الضرب بالأرجلِ وكشفُ الوجهِ أعظم..
– الشيخ: نعم ثانيًا، قول إيش..
– القارئ: أي نعم
– الشيخ:
الثاني؟
– القارئ: ما في ثاني كنقاط أحسنَ الله إليك!
النهيُ عن الضربِ بالأرجل وكشفِ الوجه أعظمُ داعيةً للفتنة مِنْ ذلك.
النهيُ عن الخضوعِ بالقول..
– الشيخ:
الضربُ بالأرضِ يعني ضرب الأرض بالأرجل وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ [النور:31]
 
– القارئ: النهيُ عن الخضوعِ بالقولِ وكشفِ الوجه أعظمُ داعيةً للفتنةِ مِنْ ذلك، الأمرُ بسترِ القدمين والذراعين والعُنقِ وشعرِ الرأس بالنصِّ وبالإجماع، وكشفُ الوجهِ أعظمُ داعيةً للفتنة والفسادِ مِنْ ذلك.
وغيرُ هذه القياسات كثير يُعلمُ مِمّا تقدّم، فيكون سَتر الوجهِ واليدين وعدم السُّفور عنهما مِنْ بابِ أولى والأقيس وهو المُسمّى بالقياس الجَلي وهذ ظاهرٌ لا يعتريهِ قادح والحمدُ لله ربِّ العالمين.
خلاصةٌ وتنبيه: أمّا الخُلاصة فَمما تقدّم يعلمُ كلَّ مَنْ نوَّر الله بصيرته فرض الحجاب على نساءِ المؤمنين لجميعِ البدن وما عليهِ مِنْ زينةٍ مكتسبة بأدلةٍ ظاهرة الدلالة مِنْ الوحي المعصوم من القرآن والسّنة وبدلالة القياس الصّحيح والاعتبار الرّجيح للقواعد الشرعية العامة.
ولِذا جرى على موجَبِه عملُ نساءِ المؤمنين مِنْ عصرِ النّبي صلى الله عليه وسلّم إلى يومنا هذا في جزيرة العرب وغيرها مِنْ بلادِ المسلمين، وأنَّ السُّفور عن الوجه الذي يُشاهدُ اليومَ في عامةِ أقطارِ العالم الإسلامي هو بدايةُ ما حَلَّ بهِ مِنْ الحُسور عن كثيرٍ مِنْ البدن و عن كلِّ الزينة إلى حدِّ الخَلاعة والعُري والتهتّك والتبرّج والتفسّق المُسمّى في عصرنا هذا باسم السُّفور، وأنَّ هذا البلاء حادثٌ لم يحصل إلّا في بداياتِ القرن الرابع العشر للهجرة على يدِ عددٍ مِنْ نصارى العرب والمستغربين من المسلمين ومن تنصّر منهم بعدَ الإسلام كما بُيِّن في الفصل الثاني.
لهذا فيجبُ على المؤمنين الذين مسَّ نساءهم طائفٌ من السُّفور أو الحُسور أو التكشّف، أن يتقوا الله فيحجّبوا نِساءهم بما أمرَ الله به بالجلباب "العَباءة  والخِمار"، وأنْ يأخذوا بالأسبابِ اللازمة لأطْرِهنَّ وتَثبيتهِنَّ عليه لما أوجبه الله على أوليائهنَّ من القيام الذي أساسهُ الغَيرة الإسلامية والحميَّة الدينية، ويجبُ على نساءِ المؤمنين الاستجابة للحجاب "العَباءة والخِمار" طواعيةً لله ولرسولهِ صلى الله عليه وسلّم وتأسّياً بأمهاتِ المؤمنين ونسائه.
– الشيخ:
نسأل الله العافية يأبى الإعلامُ والتعليمُ والعمل يأبى ذلك، الإعلام والتعليم والعمل يأبى تطبيق هذا المطلب العظيم الذي بهِ صيانةُ المجتمعِ من التردّي في … الفجور وانتشار الفواحش.
– القارئ: والله وليُّ الصالحينَ من عبادهِ وإمائه. أمَّا التّنبيهُ والتحذيرُ: فيجبُ على كلِّ..
– الشيخ:
إلى هنا يا أخي
– القارئ: أحسنَ الله إليك.
 
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله