بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله
الدّرس الثّامن عشر
*** *** *** ***
– القارئ: بسم ِاللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابهِ "حراسة الفضيلة":
في الأصل الثالث الحجاب الخاص: المسألة الرابعة في فضائل الحجاب: تعبّد الله نساءَ المؤمنين بفرضِ الحجاب عليهن..
– الشيخ: الله أكبر، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، لا إله إلا الله
– القارئ: تعبّدَ الله نساءَ المؤمنين بفرضِ الحجاب عليهن الساتر لجميعِ أبدانهنَّ وزينتهنَّ أمام الرجال الأجانب عنهن تعبداً يُثاب على فعله ويُعاقب على تركه.
– الشيخ: يقول "تعبّدًا" يعني فِعلُ ذلك عبادةً، أمّا مَنْ يفعلهُ عادةً ما يُؤجر لكن يمكن يُسلم من الإثم إذا لم يكن له اعتقاد آخر، المرأة إذا احتشمت وتحجّبت إيماناً واحتساباً عملاً بكتابِ الله وسُنّة رسول الله واقتداءً بنساءِ السّلف الصالح كانت بهذا مأجورة، وإذا تركتهُ مع عِلمها كانت مأزورة آثمة مُستوجبة للعقاب.
لا إله إلا الله ومن العجب أنها هذه الشريعة أو الشَعيرة يعني يَضيقُ بها الكفّار الآن ويحاربونها وكذلك أتباعهم من المنافقين والفَسقة، فسقةُ المسلمينَ الذين يجرون وراء الكفّار يجرون وراءهم ويتخذونهم أُسوة ويعملون على تنفيذ أهداف الكفّار في المسلمين وخُطط الكفّار، فهم أعوان العدو فهم العدو الداخل، كل مَنْ يعملُ على إشاعة المعاصي والفواحش وترك الشرائع والفرائض فهو مِنْ أعوان الكافرين إمّا أنْ يكون منافقاً أو فاسقاً قدْ استحكمَ فِسقُه -أعوذ بالله-.
ومِنْ مظاهرِ ذلكَ: المنتدى الذي تمَّ في "جدة" وجرى على أسوأ ما يكون مِنْ صور الاختلاط، استماع رجال ونساء سافرات ومتبرّجات وتجري بينهم النظرات والمحادثات هذا وهو أُقيم يعني من أجل إشاعة الاختلاط يعني ليس مناسبةً عابرة لا، هذا عمل يعني عمل مِنْ أجل الدّعوة ومن أجل نشر هذه الصورة في هذا المجتمع المحافظ.
– القارئ: ولهذا كان هَتْكه مِنْ كبائرِ الموبقات..
– الشيخ: هَتْكُ الحِجاب نعم
– القارئ: ولهذا كان هَتكهُ مِن الكبائرِ الموبقات ويَجرُّ إلى الوقوعِ في كبائرَ أخرى، مثل تعمّد إبداءُ شيءٍ من البدن وتعمّد إبداءُ شيءٍ من الزينة المُكتسبة والاختلاط وفِتنة الآخرين إلى غيرِ ذلك مِنْ آفاتِ هَتك الحِجاب.
– الشيخ: المرأةُ التي خرجت متبرّجة تكونُ عاصيةً بتبرُّجِها، وآثمةً بفتنةِ غَيرها أيضاً، ينالُها من إثم مَنْ يفتتن بها وينظر إليها؛ لأنها هي السببُ في تأثيمهِ هي السبب في تأثيمه فيجتمعُ عليها شرٌّ كثير لا يقتصر إثمها على مُجرد المخالفة بتركِ الحجابِ وبالتبرّج لا، تجرُّ إلى نفسها آثامَ الآخرين الذين كانت سبباً في تأثيمهم.
ومن هذا الصنف النساء اللاتي يَخرجنَ في وسائلِ الإعلام وهُنَّ فاسقات مفسدات للمشاهدين ولا ظَهرنَ أو أُظهِرنَ في هذه القنوات إلّا من أجلِ امتاع المشاهدين ولهذا يعملنَ أن يكنَّ في الصورة المناسبة وقل الجذّابة نسأل الله السلامة والعافية، فكم ينظرُ إليها مِنْ خلق الله هذه التي ظهرت في التلفاز في أي قناة! كم من خلق الله ينظر إليها ويكون عاصياً بهذا النظر وهي التي كانت سبباً في معصيته! يعني أمرُ الذنوب ليس بالسهل يعني تداعيات، فالذنوب يجرُّ بعضها بعضاً، فيجبُ على المسلمين أن يفقهوا ذلك رجالاً ونساءً ولا يستهينوا بالأمر ليست المسألة مجرّد ترك حجاب وبس، لا، فيها أوزار أخرى، وكذلك عليها مثل آثام مَنْ يقتدي بها مثل آثام مَن يقتدي بها، كما في الحديث الصحيح: (ما مِنْ نفسٍ تُقتلُ بغيرِ حقّ إلّا كان على ابن آدمَ الأوّل كِفْلٌ مِنْ دَمِها؛ لأنّه أوّلُ مَن سَنَّ القتلَ)، في الحديث الصحيح: (مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنّةً سيئة فعليهِ وزرها ووزرُ مَنْ عَمِلَ بها إلى يوم القيامة لا يَنقصُ ذلك مِنْ أوزارهم شيء)
الأمر ليس بالسهل ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولهذا فرقٌ بينَ الذنب الذي يستسرُّ بهِ الإنسان ويُصرَف بينه وبين ربه يعني هذا يسلم من الاستخفاف وإثم المُجاهرة ويسلم من أنْ يجرَّ على الآخرين شراً، ولهذا إنما تُعاقَب الأمة وتنزل العقوبات العامة إذا ظهرت الذنوب ظهرت المعاصي وجهرَ بها الناس ولم تُنكر ولم تُغيّر.
– القارئ: فعلى نساءِ المؤمنين الاستجابة إلى الالتزام بما افترضهُ الله عليهنَّ من الحجاب والستر والعِفّة والحياء طاعةً لله تعالى وطاعةً لرسوله -صلى الله عليه وسلّم- قال الله عَزَّ شأنه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36] كيف ومِنْ وراءِ افتراضهِ حِكمٌ وأسرارٌ عظيمة وفضائلُ محمودة وغاياتٌ ومصالحُ كبيرة منها:
أولاً: حفظ العِرض: الحجابُ حراسةٌ شرعية لحفظِ الأعراضِ ودفعِ أسباب الريبة والفتنةِ والفساد.
ثانياً: طهارةُ القلوب: الحجاب داعيةٌ إلى طهارةِ قلوب المؤمنينَ والمؤمنات.
– الشيخ: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] صريح القرآن
– القارئ: وعِمارتها بالتقوى وتعظيمِ الحُرمات، وصدق الله سبحانه: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]
ثالثاً: مكارم الأخلاق: الحجابُ داعيةً إلى توفيرِ مكارمِ الأخلاق من العِفّة والاحتشام والحياء والغَيرة..
– الشيخ: نسأل الله العافية
– القارئ: والحجب لمساويها من التلوّث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسُّفالة والفساد.
رابعاً: علامة على العفيفات: الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات، في عفتهنَّ وشرفهنَّ وبعدهنَّ عن دنسِ الريبة والشك ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، وصلاحُ الظاهرِ دليلٌ على صلاحِ الباطن، وإنَّ العفاف تاجُ المرأة، وما رفرفت العِفّةُ على دارٍ إلّا أكسبتها الهناء..
– الشيخ: نعم صحيح؛ أكسبتها الهناء
– القارئ: ومما يُستطرفُ ذكره هنا أن النميرية لما أنشد عند الحجّاج قوله:
يُخَمّرنَ أطرافَ البنانِ من التقى..
– الشيخ: يُخمّرنَ أطرافَ البنان: الأصابع، تُغطّي كفّيها نعم، يُخمّرنَ أطرافَ البنانِ..
– القارئ: ويَخرجنَ جُنح الليلِ معتجراتِ..
– الشيخ: الله أكبر، ويَخرجنَ جُنحَ الليلِ معتجراتِ يعني يَخرجنَ لحاجتهنَّ في الليل، حتى كانت عائشة في حديث "الإفك" لم يكن عندهم في البيوت أمكنة مُخصصة لقضاءِ الحاجة؛ فيخرجن في الليل إلى … من الليل إلى الليل، من الليل إلى الليل سبحان الله.
– القارئ: قال الحجّاجُ: وهكذا المرأةُ الحُرة المُسلمة. خامسًا..
– الشيخ: أعد البيت
– القارئ: يُخمّرنَ أَطْرَافَ الْبَنَانِ مِنَ التُّقَى *** وَيَخْرُجْنَ جُنْحَ الليلِ مُعْتَجِرَاتِ
قال الحجّاج: وهكذا المرأة الحرة المسلمة.
خامساً: قطعُ الأطماعِ والخواطر الشيطانية: الحجابُ وقايةٌ اجتماعية مِنَ الأذى وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماعَ الفاجرة ويكفَّ الأعينَ الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عِرضهِ وأذى المرأةِ في عِرضِها ومحارمها..
– الشيخ: الله أكبر
– القارئ: وقايةٌ مِنْ رمي المحصنات بالفواحشِ وإدبابُ قالةِ السوءِ ودَنس الريبة والشك وغيرهِا مِنَ الخَطَرات الشّيطانية ولبعضهم حورٌ حرائرُ ما هممن بريبة كضباء مكة صيدهن حرام.
سادساً: حفظ الحياء..
– الشيخ: إلى هنا. لا إله إلا الله، والبابُ الأعظمُ في نشرِ هذا التغريب هو التعليم، أصلُ التعليم بالأسلوب الجاري هذا هو البابُ الأوسع هو الباب الأوسع، كل صور تغريب المرأة بابهُ التعليم تعليم المرأة التعليم غير الشرعي هو البابُ الدّاعي الذي جرَّ كل أنواع تغريب المرأة بابه التعليم، ولهذا يبدأ النّصارى دعاة النّصرانية يدعون إلى يعني هم وراءَ نشر التعليم العصري الغربي في مجتمعات المسلمين بدءاً بالبلاد المستعمرة التي استولى عليها الأوربيون مِنَ الانكليز ومِنْ الفرنسيين هم الذين أفسدوا بلادَ المسلمين وجرّوا عليها الشرور، ولا يقتصرُ إفسادهم على يعني المعاصي بعض المعاصي أو المعاصي العملية أو فيما يتعلق.. لا، يُفضي إلى فساد الاعتقاد إلى الإلحاد؛ لأنه إذا استُبيحت المحرّمات انتهى هذا هو الكفر، إذا استبيحت المحرّمات فهذا لونٌ مِنْ ألوان الكفر، نعم إلى هنا.