بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله
الدّرس التّاسع عشر
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخُ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة":
السادس: حِفظُ الحَياء، وهو مأخوذٌ مِنَ "الحياة" فلا حياة بدونهِ، وهو خُلقٌ يُودِعه الله في النفوس التي أرادَ سبحانه تكريمها، فيبعثُ على الفضائلِ ويدفعُ في وجوهِ الرذائلِ، وهو مِنْ خصائصِ الإنسان وخِصالِ الفِطرة وخُلق الإسلام، والحياءٌ شعبةٌ مِنْ شُعب الإيمان، وهو من محمود خِصالِ العرب التي أقرّها الإسلام ودعا إليها، قال عنترة العبسي:
وأَغُضُّ طرفي إن بَدتْ لي جارتي *** حتى يُواري جارتي مأْواها
فآلَ مفعولُ الحياءِ إلى التّحلّي بالفضائل، وإلى سياجٍ رادعٍ، يصدُّ النفسَ ويزجُرها عَنْ تطورها في الرذائل، وما الحجاب إلّا وسيلةٌ فعالةٌ لحفظِ الحياءِ وخَلعُ الِحجاب خلعٌ للحياءِ.
سابعاً: الحجاب يمنع نفوذ..
– الشيخ: إلى هنا. نعم
– القارئ: الحجابُ يمنعُ نفوذَ التبرّج والسّفور والاختلاط إلى مجتمعاتِ أهلِ الإسلام.
ثامناً: الحجابُ حصانةٌ ضدَّ الزنا والإباحية، فلا تكونَ المرأةُ إناءً لكلِّ والغٍ.
تاسعاً: المرأة عورة، والحجابُ ساترٌ لها وهذا مِنَ التّقوى، قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26] قال عبد الرحمن بن أسلم -رحمه الله تعالى- في تفسيرِ هذه الآية "يتّقي اللهَ فيواري عورتهُ، فذاكَ لباسُ التقوى" وفي الدعاء المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهمَّ استرْ عوراتي وآمنْ روعاتي) رواه أبو داود وغيره. "فاللهم استر عوراتنا وعورات نساء المؤمنين آمين"
عاشراً: حفظ الغيرة: وبيانها مفصل في الأصل العاشر انتهى.
– الشيخ: لا إله إلا الله، الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبيه، لا شكَّ أنَّ الحِجابَ مِمّا يحفظُ خُلقَ الحياءِ عند المرأة والمرأةُ أحقُّ أن تستحي وإنْ كانَ الحياءُ مطلوبٌ مِنَ الرجال والنساء، الحياء شعبة من الإيمان، هذا مطلب؛ (إذا لمْ تَسْتح فاصْنَع ما شئت) كان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- حَيياً، جاءَ في صفتهِ أنّهُ أشدُّ حياءً من العذراء في خِدرِها وليس هذا هو الخجل والضعف لا، الحياءُ وصفهُ أهلُ العلمِ وفسّروهُ كما أشارَ الشيخ رحمه الله بأنّه يَحملُ على فعلِ الجميلِ والفضائل وعلى تركِ القبائح والرذائل، (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) سبحان الله، ولهذا إذا رأى الناس شخصاً يتكلّم بالفُحش والبَذاء قالوا: "هذا ما يستحي" ما يستحي، فتركُ الحياءِ وتركُ أسبابهِ أو تركُ ما يُضعفه أو يرفعه هذا من القبائح، الحياءُ خلقٌ كريم.
والحجاب يُعين على حِفظ هذا الخُلق بالنسبة للمرأة، ولماذا جاءت؟ لا إله إلا الله، فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [القصص:25] ليش جاءت على استحياء؟ لماذا جاءت على استحياء؟ الآن المرأة التي تمرّدت على الفِطرة وعلى الخُلق الدين والإسلام أبداً مُسترجِلة رَجِلة تتكلّم بطول لسانها مع الرجال ولا تجدُ أيَّ غضاضة ولا حرج ولا، تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [القصص:25]هذه الجملة جاءت مالها في شأن القصة إلّا التّنويه بفضلِ الحياء لا إله إلا الله تمشي على استحياء، فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ [القصص:25] الكلام جاءت إحداهما قالت: إن أبي يدعوك لكن "تمشي على استحياء".
كانت النساء إذا أقبلَ الرجلُ أخذتْ حافّة الطريق كما أرشد إلى ذلك أو أرشدت إلى ذلك الأحاديث، تأخذُ حافّة الطريق الجنب، أمّا الآن أبداً المُسترجلات المُتهتّكات قليلاتُ الحياءِ أبداً، أنت الرجل هو الذي يمكن يأخذَ بحافّة الطريق ينأى بنفسه يَفِرُّ بنفسهِ عن المتبرّجة الجريئة قليلة الحياء، ولهذا دعاةُ السّفور والتبرّج والفجور ينادون ويصرخون لطرحِ الحِجاب لأن هذا هو الطريق الحجاب لا سيما حِجابُ الوجهِ، هو البداية لتغييرِ فطرة المرأة المسلمة، والرجالُ مسؤولونَ عنِ النساء مسؤولون عن زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وأمهاتهم كلهم مسؤولون عنهم، يجبُ أنْ يحافظوا عليهم وأنْ يأمروهم بالمعروفِ يأمرونهم بالحجابِ بالاحتشام بالحياء بالأدب بحفظ..